للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعلَ الله فيه خيرًا كثيرا) (النساء: ١٩) ، وهكذا البنات أيضًا قد يكون للعبد فيهن خير في الدنيا والآخرة، ويكفي في قبح كراهتهن أن يكره ما رضيه الله، وأعطاه عبده (٤٨٢) .

وقال صالح بن أحمد: كان أبي إذا وُلد له ابنة يقول: " الأنبياء كانوا آباء بنات "، ويقول: (قد جاء في البنات ما قد علمت وقال يعقوب ابن بختان: وُلِد لي سبع بنات، فكنت كلما وُلِد لي ابنة دخلت على أحمد ابن حنبل، فيقول لي: " يا أبا يوسف! الأنبياء آباء بنات "، فكان يُذْهِبُ قولُه هَمِّي) (٤٨٣) اهـ.

وقد اقتلع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعض النفوس الضعيفة جذور الجاهلية فخص البنات بالذكر، أمر الآباء المربين يحسن صحبتهن، والعناية بهن، والقيام على أمورهن، وحض على رحمتهن، والشفقة عليهن.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (قبَّل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسنَ


(٤٨٢) ولعله لأجل هذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تهنئة المتزوج بعبارة: " بالرفاء والبنين " لأن فيها الدعاء له بالبنين دون البنات، فعن الحسن أن عقيل بن أبي طالب تزوج امرأة من جشم، عليه القوم، فقالوا: " بالرفاء والبنين"، فقال: " لا تفعلوا ذلك، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك"، قالوا: " فما نقول يا أبا زيد؟ "، قال: قولوا: " بارك الله لكم، وبارك عليكم، إنا كذلك كنا نؤمر" رواه ابن أبي شيبة، وعبد الرزاق في "مصنفه" والنسائي (٢/٩١) ، وابن ماجه (١/٥٨٩) ، والدارمي (٢/ ١٣٤) ، والإمام أحمد (٣/٤٥١) ، وقال الألباني: (.. هذا في حكم المنقطع لكن رواه أحمد من طريق أخرى عن عقيل، فهو قوي بمجموع الطريقين، والله أعلم) اهـ من " آداب الزفاف " ص (١٧٦) ، وانظر: " أركان النكاح وشروطه، للشيخ عبد العزيز بن محمد بن داود ص (٩٠) الفصل الثالث من الباب الثاني.
(٤٨٣) " تحفة المودود " ص (٢٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>