للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن شاء الله أحياه، وإن شاء أماته، ولك أجر" (٥٢٨)) .

ولتحقيق التسامي بتلك الرابطة فوق طابع الشهوة إلى ممارسة سامية عالية أرشد النبي صلى الله عليه وسلم الزوج إلى استصحاب نية طلب الأولاد (٥٢٩) ، والتسمية،


(٥٢٨) أخرجه الإمام أحمد (٥/١٦٨) ، وابن حبان (١٢٩٨- موارد) ، وقال الألباني: " سنده صحيح، رجاله كلهم ثقات، رجال مسلم " اهـ من الصحيحة، رقم (٥٧٥) .
(٥٢٩) يستحب أن ينوي عند الجماع طلب الولد الصالح، قال تعالى: (فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم) (البقرة: ١٨٧) ، أي: " لا تباشروهن لقضاء الشهوة وحدها، ولكن لابتغاء ما وضع الله في النكاح من التناسل) "الكشاف" للزمخشري (١/٢٥٧) ، وبه قال جمع من السلف منهم أبو هريرة، وابن عباس، وأنس رضي الله عنهم: " أي من أجل طلب الولد"، وانظر: " تحفة المودود، لابن القيم ص (٩) ، وقال صلى الله عليه وسلم لجابر رضي الله عنه: (إذا قدمت فالكيسَ الكيسَ) رواه البخاري، ومسلم، والدارمي، يعنى بالكيس: الولد، وهو لا يأتي إلا بالنكاح، فجعل طلبَ الولد عقلا، انظر " النهاية" لابن الأثير (٤/٢١٧) ، وروى البخاري في صحيحه، باب من طلب الولد للجهاد من حديث أي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قال سليمان بن داود عليهما السلام: " لأطوفن الليلةَ على مائة امرأة، أو تسع وتسعين، كلهن يأتي بفارس يجاهد في سبيل الله "، فقال له صاحبه: (قل: إن شاء الله "، فلم يقل: " إن شاء الله "، فلم تحمل منهن إلا امرأة واحدة، جاءت بشق رجل؛ والذي نفس محمد بيده، لو قال: " إن شاء الله" لجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعون"، قال الحافظ ابن حجر: (قوله: باب من طلب الولد للجهاد - أي ينوي عند المجامعة حصولَ الولد ليجاهد في سبيل الله، فيحصل له بذلك أجر، وإن لم يقع له ذلك) اهـ. من " الفتح" (٧/٢٧٢) ، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: (إني لأكرِهُ نفسي على الجماع رجاء أن يُخْرِجَ الله مني نسمةً تسبح الله تعالى) " موسوعة فقه عمر بن الخطاب، ص (٦٦٠) ، وحكى عنه الشيخ كمال الدين بن العديم الحلبي قوله رضي الله عنه: (تكثروا من العيال، فإنكم لا تدرون ممن ترزقون) اهـ. من " الدراري في ذكر الذراري " ص (١٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>