للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

" يا عبدَ الله ألم أخْبَرْ أنك تصوم النهار، وتقوم الليل؟ "، قلت: " بلى يا رسول الله "، قال: " فلا تفعل، صُمْ وأفطِر، ونم وقم، فإن لجسدك عليك حقا، وإن لعينيك عليك حقا، وإن لزوجك عليك حقا، وإن لِزَوْرِك (٦٤١) عليك حقًا، وإن بحَسْبِك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام، فإن لك بكل حسنة عَشر أمثالِها، فإذا (٦٤٢) ذلك صيامُ الدهر " (٦٤٣) الحديث، وفي رواية للبخاري قال: " أنكحني أو امرأة ذاتَ حسب، وكان يتعاهد كَنتهُ (٦٤٤) ، فيسألها عن بعلها (٦٤٥) ، فتقول له: " نعم الرجل من رجل لم يَطَأ لنا فراشًا، ولم يفتش لنا كَنَفا (٦٤٦) مُذ أتيناه "، فلما طال ذلك عليه، ذكَر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "ألقِني به"، فلقِيتُه بَعْدُ، فقال: " كيف تصوم؟ قلت: " كل يوم قال: " وكيف تختم؟ قلت: " كل ليلة ") الحديث بنحوه.

وفي رواية النسائي، قال: (زوَّجني أبي امرأة، فجاء يزورنا، فقال: " كيف ترين بعلك؟ قالت: " نعم الرجل، لا ينام الليلَ، ولا يفطر النهار "، فوقع بي (٦٤٧) ، وقال: " زَوجتُك امرأة من المسلمين،


(٦٤١) الزور: الزائرون، يقال: رجل زائر، وقوم زور، وزوار.
(٦٤٢) " فإذًا ذلك " روى " إذا " بالتنوين، وبلفظ، " إذا " التي للمفاجأة.
(٦٤٣) رواه البخاري (٥/١٢٣) في الصوم: باب صوم الدهر، وأبواب حق الضيف، والجسم، والأهل في الصوم، وفي التهجد، والأنبياء، وفضائل القرآن، والنكاح: باب لزوجك عليك حق، والأدب، وأخرجه مسلم رقم (١١٥٩) في الصيام: باب إلى عن صوم الدهر.
(٦٤٤) الكَنة: امرأة الابن أو الأخ.
(٦٤٥) بعل المرأة: زوجها.
(٦٤٦) الكَنَف: الجانب، أرادت: أنه لم يقربها، ولم يستعلم لها حالا خَفِيَتْ عنه. (٦٤٧) وقع بي فلان: إذا لامك، وَعَنَفَكَ، وأما وقعتَ فيه، فهو من الوقيعة، وهي الغِيبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>