للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال صلى الله عليه وسلم: " من ضارَّ ضاره الله، ومن شاقَّ شق الله عليه " (٦٥٧) .

ويروى أن (عمر رضي الله عنه كان يطوف في المدينة، فسمع امرأة وهي مغلقة عليها بابها، تقول:

تطاول هذا الليلُ تسرِى كواكبه ... وأرَّقني أن لا ضجيعَ ألاعبُهْ

ألاعبه طورًا وطورًا كأنما ... بدا قمرًا في ظلمةِ الليل حاجبُه

يسر به من كان يلهو بقربه ... لطيف الحشى لا يحتويه أقاربه

فو الله لولا الله لا شيء غيره ... لَنُقِّضَ من هذا السرير جوانبه

ولكنني أخشى رقيبا موكلًا ... بأنفسنا لا يَفْتُرُ الدهرَ كاتبُه

ثم تنفست الصعداء، وقالت: " لهان على عمر بن الخطاب وحشتي، وغيبة زوجي عني"، وعمر واقف يسمع قولها، فقال لها عمر: " يرحمك الله"، ثم وجه إليها بكسوة ونفقة، وكتب لها أن يقدم عليها زوجها) (٦٥٨) .

وقيل: إن عمر رضي الله عنه أوَّه، ثم خرج، حتى دخل على


= ابن الصلاح رحمه الله: (مجموعها يقوي الحديث، ويحسنه، وقد تقبله جماهير أهل العلم، واحتجوا به، وقول أبي داود: " إنه من الأحاديث التي يدور الفقه عليها"، يشعر بكونه غير ضعيف) اهـ. نقلا من " جامع العلوم والحكم " ص (٢٨٧) ، وانظر: " السلسلة الصحيحة" رقم (٢٥٠) ، و " جامع الأصول " (٦/٦٤) .
(٦٥٧) أخرجه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه الحاكم (٢/٥٧-٥٨) ، والبيهقي (٦/٦٩- ٧٠) ، وقال الحاكم: " صحيح على شرط مسلم"، ووافقه الذهبي، وكذا أخرجه من حديث أبي صرمة بن قيس الأنصاري المازني الإمام أحمد (٣/٤٥٣) ، وأبو داود رقم (٣٦٣٥) في الأقضية: باب أبواب من القضاء، والترمذي رقم (١٩٤١) في البر والصلة: باب ما جاء في الخيانة والغش، وابن ماجه (٢٣٤٢) في الأحكام: باب من بنى في حقه ما يضر بجاره، وقال الترمذي: " حسن غريب"، ويشهد له معنى الحديث السابق، وانظر: " فيض القدير" (٦/١٧٣) .
(٦٥٨) " مناقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب " لابن الجوزي ص (٨٣-٨٤) ، " تفسير القرآن العظيم" لابن كثير (١/٣٩٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>