للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نوط السعادة الزوجية بتعارف الزوجين قبل الزواج، وعشق كل منهما للآخر، هو رأي أفين، أثبت الاختبار (٩٥٤) بطلانه، وأن تحاب الشبيبة لا ثبات له بعد الزواج غالبًا، بل كانت العرب تقول: " إن الزواج يفسد الحب".

وإنما القاعدة الصحيحة لهناء الزوجية ما قاله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لامرأة خاصمت زوجها إليه، وصرحت له بأنها لا تحبه، فقال لها: " إذا كانت إحداكن لا تحب الرجل منا، فلا تخبره بذلك، فإن أقل البيوت ما بني على المحبة، وإنما يتعاشر الناس بالحسب والإسلام "، يعني أن التزام كل من الزوجين لحفظ شرف الآخر والعمل بما يرشد إليه الإسلام من الواجبات والآداب الزوجية هو الذي تنتظم به الحياة الزوجية، ويعيش الناس به العيشة الهنية.

وينبغي لكل من الزوجين أن يتكلف التحبب إلى الآخر بأكثر مما يجده له في قلبه، فإن التطبع يصير طبعًا، ورحم الله عُليَّة بنت المهدي أخت هارون الرشيد حيث قالت:

* تَحَببْ فإن الحبَّ داعيةُ الحب *

فإنه في معنى قوله صلى الله عليه وسلم: " العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم ") (٩٥٥) انتهى كلامه رحمه الله، وما أشار إليه من قول عمر رضي الله عنه للمرأة التي خاصمت زوجها، جاء مفصلًا في الخبر التالي:


(٩٥٤) يعني بعد ثبوت حكم الشرع بمنع الاختلاط مع الأجنبي ولو كان خاطبا، مع حرص الشرع على حصول المودة بينهما قبل الشروع في الزواج بإباحته النظر للمخطوبة وتعليل ذلك بأنه " أحرى أن يؤدم بينهما "، وانظر: " القسم الثالث" ص (٥١-٦٠) .
(٩٥٥) "حقوق النساء في الإسلام" ص (١٨٧ - ١٨٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>