للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بها، فذلك من الوفاء وحسن العشرة، والمعروف الذي أمر الله به.

بل من حسن المعاشرة أن يباشر بنفسه رعايتها، ويلزمها إذا مرضت، فقد تغيب ذو النورين عثمان بن عفان عن غزوة بدر لأن زوجه رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت مريضة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " أقم معها، ولك أجر من شهد بدرًا وسهمه " (٩٩٩) .

ومن المعاشرة بالمعروف: العدل بين الزوجات في القَسم والنفقة: قال الله تعالى: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان) الآية (النحل: ٩٠) ، وقال جل وعلا: (قل أمر ربي بالقسط) (الأعراف: ٢٩) ، وقال سبحانه: (إن الله يحب المقسطين) (المائدة: ٤٢) ، وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما مرفوعا: " المقسطون عند الله على منابر من نور على يمين الرحمن، وكلتا يديه يمين، هم الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما وَلُوا " (١٠٠٠) .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كانت عند الرجل امرأتان، فلم يعدل بينهما، جاء يومَ القيامة وشِقُّه ساقط " (١٠٠١)

وعن عروة قال: قالت عائشة رضي الله عنها: (يا ابن أختي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفضل بعضنا على بعض في القَسم من مُكثه عندنا، وكان


(٩٩٩) رواه البخاري (٧/٤٨) في مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه.
(١٠٠٠) أخرجه مسلم رقم (١٨٢٧) في الإمارة، والنسائي (٨/٢٢١) ، والبغوي (١٠/٦٣) ، والإمام أحمد (٢/١٦٠) .
(١٠٠١) رواه أبو داود رقم (٢١٣٣) ، والترمذي رقم (١١٤١) ، والنسائي (٧/٦٣) ، وغيرهم، وصححه الألباني في " تحقيق المشكاة" (٢/٩٦٥) ، و"الإرواء" (٧/٨٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>