للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبا بكرٍ خليلًا، ولكن أخوةُ الإسلام أفضل " (١٣٦٨) .

فَأحَبَّ أفضل رجل من أمته، وأفضل امرأة من أمته، فمن أبغض حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو حَري أن يكون بغيضًا إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم) (١٣٦٩) .

وعن عمرو بن غالب: أن رجلًا نال من عائشة عند عمَّار، فقال: (اعزب مقبوحا منبوحًا، أتؤذي حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟) (١٣٧٠) .

وحُبُّه صلى الله عليه وسلم لعائشة كان أمرًا مستفيضًا، ألا تراهم كيف كانوا يتحروْنَ بهداياهم يومها تقربًا إلى مرضاته؟! قال حماد بن زيد، عن هشام ابن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: (كان الناس يتحرَّوْنَ بهداياهم يوم عائشة، قالت: فاجتمعن صواحبي إلى أم سلمة، فقلن لها: إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة، وإنا نريد الخير كما تريده عائشة، فقولي لرسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر الناس أن يُهدوا له أينما كان، فذكرت أم سلمة له ذلك، فسكت، فلم يردَّ عليها، فعادت الثانية، فلم يَرُد عليها، فلما كانت الثالثة قال: " يا أم سلمة، لا تؤذيني في عائشة، فإنه والله ما نزل عَلَيَّ


(١٣٦٨) أخرجه البخاري (٧/١٥) في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وفي المساجد، وفي الفرائض، وقد اختار صلى الله عليه وسلم أن يمرض في بيتها، ومن ثم قال أبو الوفا بن عقيل رحمه الله: (انظر كيف اختار لمرضه بيت البنت، واختار لموضعه من الصلاة الأب، فما هذه الغفلة المستحوذة على قلوب الرافضة، عن هذا الفضل والمنزلة التي لا تكاد تخفى عن البهيم فضلًا عن الناطق) اهـ نقلًا من " الإجابة " للزركشي ص (٥٤) .
(١٣٦٩) " سير أعلام النبلاء" (٢/١٤٢) .
(١٣٧٠) أخرجه الترمذي رقم (٣٨٨٨) في المناقب وحسنه، وابن سعد في "الطبقات" (٨/٦٥) ، و" الحلية " (٢/٤٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>