للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تكلُّ) (١٥٠٦) .

ولما بلغها نبأ استشهاد زوجها وابنها (١٥٠٧) ، أتت النساء يواسينها في مصابها، فقالت لهن: " إن كنتن جئتن لتهنئنني فمرحبًا بكن، وإن كنتن جئتن لغير ذلك فارجعن"، ولم تتوسد فراشًا بعد مقتل زوجها رحمهما الله تعالى.

شعوانة:

وقال يحيى بن بسطام: (كنت أشهد مجلس شعوانة، فكنت أرى ما تصنع من النياحة والبكاء، فقلت لصاحب في: " لو أتيناها إذا خلت فأمرناها بالرفق بنفسها؟ " فقال: " أنت وذاك "، قال: فأتيناها، فقلت لها: " لو رفقت بنفسك، وأقصرت عن هذا البكاء شيئًا، فكان أقوى لك على ما تريدين؟ " قال: فبكت، ثم قالت: " والله لوددت أني أبكي حتى تنفد دموعي، ثم أبكى دمًا حتى لا تبقى قطرة من دم في جارحة من جوارحي، وأني لي بالبكاء، وأني لي بالبكاء"، فلم تزل تردد: " وأني لي بالبكاء " حتى غشي عليها) (١٥٠٨) .

وكانت شعوانة تقول في دعائها: " إلهي ما أشوقني إلى لقائك،


(١٥٠٦) " تنبيه المغترين أواخر القرن العاشر على ما خالفوا فيه سلفهم الطاهر" ص (١١٧) .
(١٥٠٧) وقصة ذلك أن زوجها صلة بن أشيم (خرج غازيا هو وابنه، فقال صله لابنه: " يا بني! إلى أمك "، فقال ابنه: " يا أبت! أتريد الخير لنفسك، وتأمرني بالرجعة؟! أنت والله كنت خيرًا لأمي مني"، قال: " أما إذا قلتَ هذا فتقدَّمْ، فتقدم، فقاتل حتى أصيب، فرمى صلة عن جسده، وكان رجلًا راميا، حتى تفرقوا عنه، وأقبل يمشي حتى قام عليه، فدعا له، ثم قاتل حتى قتِل رحمهما الله تعالى) ، انظر: " كتاب الجهاد" للإمام عبد الله بن المبارك ص (١٢٩) .
(١٥٠٨) " إحياء علوم الدين" (١٥/٢٧٧٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>