للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأعظم رجائي جزائك، وأنت الكريم الذي لا يخيب لديك أمل الآملين، ولا يبطل عندك شوق المشتاقين، إلهي إن كان دنا أجلي، ولم يقربني منك عملي، فقد جعلت الاعتراف بالذنب وسائل عللي، فإن عفوت فمن أولى منك بذلك؟ وإن عدلت فمن أعدل منك هنالك! إلهي قد جرتُ على نفسي فِى النظر لها، وبقى لها حسن نظرك، فالويل لها إن لم تسعدها، إلهي إنك لم تزل بي بَرّا أيام حياتي، فلا تقطع عني برك بعد مماتي، ولقد رجوت ممن تولاني في حياتي بإحسانه، أن يسعفني عند مماتي بغفرانه، إلهي كيف أيأس من حسن نظرك بعد مماتي، ولم تولني إلا الجميل في حياتي، إلهي إن كانت ذنوبي قد أخافتني، فإن محبتي لك قد أجارتني، فتولً من أمري ما أنت أهله، وعُدْ بفضلك على مَن غره جهله، إلهي لو أردت إهانتي لما هديتني، ولو أردت فضيحتي لم تسترني، فمتعْني بما له هديتني، وأدِمْ في ما به سترتني.. " (١٥٠٩) .

[وعن محمد بن عبد العزيز بن سلمان قال: (كانت شعوانة قد كَمِدَت حتى انقطعت عن الصلاة والعبادة، فأتاها آتٍ في منامها فقال:

أذري جفونكِ إما كنتِ شاجيةً ... إن النياحة قد تَشْفي الحُزَينِينَا

جِدِّي وقُومي وصومي الدهرَ دائبةً ... فإنما الدَّوب من فعل المطيعينا

فأصبحت فأخذت في الترنم والبكاء، وراجعتِ العمل.

وعن الحسن بن يحيى قال: كانت شعوانة تردد هذا البيت فتبكي، وتبكِى النساكَ معها، تقول:

لقد أمِنَ المغرور دارَ مقامِه ... ويوشِك يومًا أن يخاف كما أمِنْ

وعن رَوْح بن سلمة قال: قال في مُضَر: ما رأيت أحدًا أقوى على


(١٥٠٩) " السابق" (١٥/٢٧٧٧-٢٧٧٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>