للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أحمد بن علي: (استأذنا على عفيرة، فحجبتنا، فلازمنا الباب، فلما علمت ذلك قامت لتفتح الباب لنا، فسمعتها وهي تقول: " اللهم إني أعوذ بك ممن جاء يشغلني عن ذكرك "، ثم فتحت الباب، ودخلنا عليها، فقلنا لها: " يا أمة الله ادعي لنا "، فقالت: " جعل الله قِراكم في بيتي المغفرة "، ثم قالت لنا: " مكث عطاء السلمي أربعين سنة، فكان لا ينظر إلى السماء، فحانت منه نظرة، فخر مغشيًا عليه، فأصابه فتق في بطنه، فياليت عفيرة إذا رفعت رأسها لم تعص، وياليتها إذا عصت لم تعد) (١٥٢٨) ، وعنها قالت رحمها الله: " ربما اشهيت أن أنام فلا أقدر عليه، وكيف أنام أو كيف يقدر على النوم، من لا ينام عنه حافظاه ليلًا ونهارًا؟ " (١٥٢٩) .

جارية حبشية:

وقال بعض الصالحين: (خرجت يوما إلى السوق، ومعي جارية حبشية، فاحتبستها في موضع بناحية السوق، وذهبت في بعض حوائجي، وقلت: " لا تبرحي حتى أنصرف إليك قال: فانصرفت، فلم أجدها في الموضع، فانصرفت إلى منزلي، وأنا شديد الغضب عليها، فلما رأتني عرفت الغضب في وجهي، فقالت: " يا مولاي لا تعجل علي، إنك أجلستني في موضع لم أر فيه ذاكرًا لله تعالى، فخفت أن يُخسف بذلك الموضع"، فعجبت لقولها، وقلت لها: " أنت حرة "،، فقالت: " ساء ما صنعت، كنت أخدمك فيكون لي أجران، وأما الآن فقد ذهب عني أحدهما " (١٥٣٠)) .

عبدة البصرية:

وهي امرأة عكفت على العبادة، وأفرطت في السهر، وأسرفت في


(١٥٢٨) " إحياء علوم الدين" (١٥/٢٧٧٦) .
(١٥٢٩) " صفة الصفوة" (٤/٣٣) .
(١٥٣٠) " إحياء علوم الدين" (١٥/٢٧٧٦ - ٢٧٧٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>