للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن بريدة مرفوعا: "ما ظهرت فاحشة في قوم قط إلا سلط الله عز وجل عليهم الموت " (١) .

وبلغ التنفير من هذه الفاحشة وأهلها أن أم جرَيْج العابد دعت على

ابنها أن يعاقبه الله بأن "لا يموت حتى يرى وجوه المياميس " (٢) كما جاء في الحديث، وقد ابتلي بذلك- رحمه الله- في قصة معروفة، والشاهد منها أن مجرد وقوع العين على هؤلاء الفواحش عقوبة وشر.

ولقد جعل الله سبحانه وتعالى التعفف عن الزنا، والتصون منه من صفات المؤمنين المفلحين، قال تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (١) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (٢) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (٣) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (٤) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (٥) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (٦) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (٧)) [المؤمنون: ١ - ٨] ،.

وفي قصة يوسف عليه السلام أبلغ دليل على فضيلة العفة وحسن عاقبتها.

وفي السنة أحاديث كثيرة صحيحة في هذا المعنى:

ففي حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله:

فعَدَّ منهم رجلاً "دعته امرأة ذاتُ مَنْصب وجمال، فقال: إنى أخاف

الله " (٣)


(١) قطعة من حديث رواه الحاكم (٢/ ١٢٦) ، والبيهقي (٣/ ٣٤٦) ، وقال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم"، ووافقه الذهبي.
(٢) انظر نص الحديث في البخاري (٣/ ٩٤) في كتاب العمل في الصلاة: باب إذا دعت الأم ولدها في الصلاة، وفي المظالم، والأنبياء، ومسلم في " صحيحه، كتاب البر والصلةْ باب تقديم الوالدين على التطوع بالصلاة وغيرها.
(٣) جزء من حديث ش رواه البخاري (٢/١٦٨) في الأذان: باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة. وفي الزكاة، وفي الرقاق، وفي المحاربين، ومسلم رقم (١٠٣١) =

<<  <  ج: ص:  >  >>