للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يضمنْ لي ما بين رجليه، وما بين لَحْيَيهِ أضمنْ له الجنة" (١) .

وفي حديث الثلاثة الذين أطبقت عليهم صخرة وهم في الغار، فلم يجدوا بُدًّا من التوسل إلى الله بصالح أعمالهم، فاستشفع أحدهم ببره لوالديه، واستشفع الثاني برده أجر عامل كان تركه عنده، فنماه له أضعافًا مضاعفة، واستشفع الثالث بأنه كانت له ابنة عمِّ يهواها، فما زال يراودها عن نفسها، حتى ألمّ بها قحط، فراودها، فخضعت له، فلما تمكن منها، قالت له: اتق الله، ولا تفضَّ الخاتمْ إلا بحقه، فإذا هو يرتعد من خشية الله، وينصرف عنها، ويترك لها الذهب الذي أعطاها ابتغاء وجه الله، فأزال الله الصخرة عن فم الغار بفضل أعمالهم الصالحة (٢) .

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كان فيمن كان قبلكم رجل اسمه الكِفْل، وكان لا ينزع عن شيء"- وفي رواية: " كان الكفْل من بني إسرائيل لا يتورع من ذنب عمله فأتى امرأة علم بها حاجه، فأعطاها عطاءً كثيرًا"- وفي رواية: "ستين دينارًا- فلما أرادها على نفسها- ارتعدت، وبكت، فقال؟ ما يُبكيك؟ قالت: لأن هذا عمل ما عمِلته قط، وما حملني عليه إلا الحاجة، فقال: تفعلين أنتِ هذا من مخافة الله؟ فأنا


= في الزكاة: باب فضل إخفاء الصدقة، والموطأ (٢/ ٩٥٢، ٩٥٣) في الشعر: باب ما جاء في المتحابين في الله، والترمذي رقم (٢٣٩٢) في الزهد: باب ما جاء
في الحب في الله، والنسائي (٨/ ٢٢٢-٢٢٣) في القضاء: باب الإمام العادل.
(١) رواه البخاري (١١/ ٣١٤) في الرقاق: باب حفظ اللسان، وفي المحاربين: باب فضل من ترك الفواحش، والترمذي رقم (٢٤١٠) في الزهد باب ما جاء في حفظ اللسان
(٢) انظر نص الحديث في "صحيح البخاري، (٦/٥٨٤) في الأنبياء: باب حديث الغار، وفي البيوع، وفي الإجارة، وفي الحرث والمزارعة، وفي الأدب، ومسلم رقم (٢٧٤٣) في الذكر: باب قصة أصحاب الغار الثلاثة، وأبو داود رقم
(٣٣٨٧) في البيوع: باب في الرجل يتجر في مال الرجل بغير إذنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>