للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كذا وكذا، أنى يلحق المتعبد المتعزبُ المتزوجَ؟! انتهى كلامه (١) .

وعن عثمان بن خالد قال: قال شداد بن أوس: (زَوِّجوني فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصاني أن لا ألقى الله عزبًا" (٢) .

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "لو لم يبق من أجلي سوى عشرة أيام أعلم أني أموت بعدهن، ولي طَول النكاح فيهن لتزوجت مخافة الفتنة" (٣) .

* إن جمهور فقهاء الإسلام يقررون أن النكاح سنة مؤكدة، وقال بعض الفقهاء من السلف وغيرهم: "إنه واجب"، بناء على الأوامر الإلهية، والخطابات النبوية الكثيرة، وقد اتفقوا جميعَا على أن من خاف العنت أو الزنا على نفسه وجب عليه أن يبادر إلى النكاح ليقي نفسه من الحرام، وإن لم يستطع فعليه بالصوم يكثر منه، كما في الحديث الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه لى وجاء" (٤) .

وحسب شبابنا لفهم هذه الأهمية أن العلماء بينوا أن النكاح أفضل عن التفرغ للعبادة.

ولو سأل سائل فقال: "إني رجل مستطيع النكاح، ولا أخاف على


(١) "روضة المحيين" لابن القيم ص (٢١٤) .
(٢) "تلبيس إبليس" طبعة المدني، ص (٤١٤) .
(٣) انظر: "الإحياء" (١/ ٦٨٥) .
(٤) رواه البخاري (٤/١٤٢) في الصوم: باب الصوم لمن خاف على نفسه العزوبة، وفي النكاح: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: من استطاع منكم الباءة فليتزوج، وباب من
لم يستطع الباءة فليصم، ومسلم رقم (١٤٠٠) في النكاح: باب استحباب النكاح
لمن تاقت إليه نفسه، وأبو داود رقم (٢٠٤٦) في النكاح: باب التحريض على النكاح، والترمذي رقم (١٠٨١) ، في النكاح؟ باب ما جاء في فضل التزويج والحث عليه، والنسائي (٤/ ١٦٩) في الصوم: باب فضل الصيام، (٦/٥٦،
٥٧) في النكاح: باب الحث على النكاح.

<<  <  ج: ص:  >  >>