للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وما قلت: أخبرني فهو ما قر أت على العالم، يعني: أنا وحدي (١).

قال ابن الصلاح: قلت: وقد قيل ان أول من أحدث هذا الفرق بين هذين اللفظين (يعني حدثنا وأخبرنا) ابن وهب في مصر.

وقال الخطيب البغدادي: ان أول من فعل هذه التفرقة ابن جريج، والاوزاعي، الا ان يحمل قول ابن الصلاح ان اول من فعل هذه التفرقة ابن وهب في مصر خاصة (٢)، وقال ابن رجب: وأما تفريق ابن وهب بين أن يكون سماعه أو عرضه وحده، او مع غيره فيقول: اذا كان وحده حدثني، او اخبرني يعني شيخه، واذا كان مع غيره يقول: حدثنا، او اخبرنا، فهذا محمول على الاستحباب، دون الوجوب (٣).

وذكر البيهقي في المدخل له قول ابن وهب الذي تقدم وقال: هذا تفصيل حسن، عليه ادركنا مشائخنا (٤).

وهذه التفرقة بين السماع والعرض، تدل على قوة ابن وهب في الضبط، والاتقان، والتحري في رواية الحديث وورعه من أن يقول على رسول الله صلّى الله عليه وسلم ما لم يقل، ولا غرابة في ذلك، لأنه روى حديث رسول الله


(١) الالماع للقاضي عياض ١٢٧، وعلل الترمذي ١/ ٥٠٠.
(٢) الكفاية للخطيب البغدادي ٣٠٢. وعلوم الحديث لابن الصلاح ١٣٩
(٣) شرح علل الترمذي لابن رجب الحنبلي ١/ ٥١٨. الباعث الحثيث في شرح اختصار علوم الحديث لابن كعير ١٠٧.
(٤) علل الترمذى ١ ض / ٥٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>