للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في الأحكام (١).

وكان شروع ابن وهب في تأليف موطأه بعد قدومه على المدينة، وطلبه العلم على شيخه مالك، فاقتدى به وصنف مثله كتاب الموطأ خصوصا أنه حفظه في الطريق قبل القدوم عليه (٢).

قال الحافظ أبو موسى المديني: سمعت في صغري من يذكر أنه لما صنف مالك بن أنس رحمه الله كتاب الموطأ صنف بعده عبدالله بن وهب المصري رحمه الله كتابه الذي سماه الموطأ، فأخبر مالك به، فقال: يبقى ما كان لله تعالى.

وهكذا يظهر تأثر ابن وهب بشيخه مالك خصوصا أنه مكث معه احدى وثلاثين سنة، فقلده في الاسم والمنهج والترتيب.

أهمية الموطأ:

لا شك في أن هذا الموطأ الذي ألفه امام من أئمة المسلمين البارزين، وعالم من أكبر حفاظ أهل زمانه، نال الحظوة والمكانة العظيمة عند الأمة الاسلامية، وفي أوساط المحدثين خاصة، ولأنه جامع لعلم أربعمائة شيخ، فهو يدور عليه حديث مصر، والحجاز، وما الى تلك البلاد، وتفرد عن غير شيخ (٣).

لذلك يعتبر كتابه هذا أصلا ومصدرا مهما متقدما، اعتمد عليه من أتى بعده من اللاحقين المتأخرين عنه، وعزوا له وجعلوا كتابه موضع عناية، فخرجوا كثيرا من أحاديثه سندا ومتنا، من ذلك: ما أخرجه البيهقي في سننه الكبرى فقيه من أحاديث هذا الموطأ الكثير جدا وأحمد في مسنده وأصحاب السنة الستة والطحاوي في مشكل الآثار وسحنون في المدونة فهؤلاء أكثروا ولا سيما البيهقي كما يتضح في التخريج


(١) تهذيب التهذيب ٦/ ٤٤.
(٢) اتحاف السالك برواة موطأ مالك، لأبي عبدالله محمد بن أبي بكر ناصر الدين القيسي الدمشقي، لوحة ٩٩ - ١٠٠.
(٣) الكامل في ضعفاء الرجال للعقيلي ٤/ ١٥٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>