ومنها أن يتوقى من مجالسة المرضى والمعلولين ويتحاشي عنهم وهو الكبر دخل رجل وعليه جدري قد تقشر عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعنده ناس من أصحابه يأكلون فما جلس إلى أحد إلا قام من جنبه فأجلسه النبي صلى الله عليه وسلم إلى جنبه (٢) حديث حمله متاعه إلى بيته أخرجه أبو يعلى من حديث أبي هريرة في شرائه للسراويل وحمله وتقدم وقال علي كرم الله وجهه لَا يُنْقِصُ الرَّجُلَ الْكَامِلَ مِنْ كَمَالِهِ مَا حمل من شيء إلى عياله وكان أبو عبيدة ابن الجراح وهو أمير يحمل سطلاً له من خشب إلى الحمام وقال ثابت بن أبي مالك رأيت أبا هريرة أقبل من السوق يحمل حزمة حطب وهو يومئذ خليفة لمروان فقال أوسع الطريق للأمير يا ابن أبي مالك وعن الأصبغ بن نباتة قال كأني أنظر إلى عمر رضي الله عنه معلقاً لحماً في يده اليسرى وفي يده اليمنى الدرة يدور في الأسواق حتى دخل رحله وقال بعضهم رأيت علياً رضي الله عنه قد اشترى لحماً بدرهم فحمله في ملحفته فقلت له أحمل عنك يا أمير المؤمنين فقال لا أبو العيال أحق أن يحمل وَمِنْهَا اللِّبَاسُ إِذْ يَظْهَرُ بِهِ التَّكَبُّرُ وَالتَّوَاضُعُ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم البذاذة من الإيمان