للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من المعروف شيئاً ولو أن تصب من دلوك في إناء المستقى وأن تلقى أخاك ببشر حسن وإن أدبر فلا تغتابنه (١)

وقال البراء خطبنا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أسمع العوانق في بيوتهن فقال يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِقَلْبِهِ لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ تَتَبَّعَ اللَّهُ عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه في جوف بيته (٢)

وقيل أوحي الله إلى موسى عليه السلام من مات تائباً من الغيبة فهو آخر من يدخل الجنة ومن مات مصراً عليها فهو أول من يدخل النار

وقال أنس أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الناس بصوم يوم فقال لا يفطرن أحد حتى آذن له فصام الناس حتى إذا أمسوا جعل الرجل يجيء فيقول يا رسول الله ظللت صائماً فائذن لي لأفطر فيأذن له والرجل والرجل حتى جاء رجل فقال يا رسول الله فتاتان من أهلك ظلتا صائمتين وإنهما يستحيان أن يأتياك فائذن لهما أن يفطرا فأعرض عنه صلى الله عليه وسلم ثم عاوده فأعرض عنه ثم عاوده فقال إنهما لم يصوما وكيف يصوم من ظل نهاره يأكل لحم الناس اذهب فمرهما إن كانتا صائمتين أن تستقيئا فرجع إليهما فأخبرهما فاستقاءتا فقاءت كل واحدة منهما علقة من دم فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال والذي نفسي بيده لو بقيتا في بطونهما لأكلتهما النار (٣)

وفي رواية أنه لما أعرض عنه جاء بعد ذلك وقال يا رسول الله والله إنهما قد ماتتا أو كادتا أن تموتا فقال صلى الله عليه وسلم ائتوني بهما فجاءتا فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدح فقال لإحداهما قيئي فقاءت من قيح ودم وصديد حتى ملأت القدح وقال للأخرى قيئي فقاءت كذلك فقال إن هاتين صامتا عما أحل الله لهما وأفطرتا على ما حرم الله عليهما جلست إحداهما إلى الأخرى فجعلتا تأكلان لحوم الناس (٤)

وقال أنس خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الربا وعظم شأنه فقال إن الدرهم يصيبه الرجل من الربا أعظم عند الله في الخطيئة من ست وثلاثين زنية يزنيها الرجل وأربى الربا عرض المسلم (٥)

وقال جابر كنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مسير فأتى على قبرين يعذب صاحباهما فقال إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان يغتاب الناس وأما الآخر فكان لا يستنزه من بوله فدعا بجريدة رطبة أو جريدتين فكسرهما ثم أمر بكل كسرة فغرست على قبر وقال أما إنه سيهون من عذابهما ما كانتا رطبتين أو ما لم ييبسا (٦)

ولما رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ماعزاً في الزنا قال رجل لصاحبه هذا أقعص كما يقعص الكلب فمر صلى الله عليه وسلم وهما معه بجيفة فقال انهشا منها فقالا يا رسول الله ننهش


(١) حديث سليم بن جابر أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت علمني خيرا ينفعني الله به الحديث أخرجه أحمد في المسند وابن أبي الدنيا في الصمت واللفظ له ولم يقل فيه أحمد وإذا أدبر فلا يغتابه وفي إسنادهما ضعف
(٢) حديث البراء يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يُؤْمِنْ بقلبه لا تغتابوا المسلمين الحديث أخرجه ابن أبي الدنيا هكذا ورواه أبو داود في حديث أبي برزة بإسناد جيد
(٣) حديث أنس أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الناس بصوم وقال لا يفطرن أحد حتى آذن له فصام الناس الحديث في ذكر المرأتين اللتين اغتابتا في صيامهما فقاءت كل واحدة منهما علقة من دم أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت وابن مردويه في التفسير من رواية يزيد الرقاشي عنه ويزيد ضعيف
(٤) حديث المرأتين المذكورتين وقال فيه إن هاتين صامتا عما أحل الله لهما وأفطرتا على ما حرم الله عليهما الحديث أخرجه أحمد من حديث عبيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه رجل لم يسم ورواه أبو يعلى في مسنده فأسقط منه ذكر الرجل المتهم
(٥) حديث أنس خطبنا فذكر الربا وعظم شأنه الحديث وفيه وأربى الربا عرض الرجل المسلم أخرجه ابن أبي الدنيا بسند ضعيف
(٦) حديث جابر كنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مسير فأتى على قبرين يعذب صاحباهما فقال أما إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان يغتاب الناس الحديث أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت وأبو العباس الدغولي في كتاب الآداب بإسناد جيد وهو في الصحيحين من حديث ابن عباس إلا أنه ذكر فيه النميمة بدل الغيبة وللطيالسي فيه أما أحدهما فكان يأكل لحوم الناس ولأحمد والطبراني من حديث ابن بكرة نحوه بإسناد جيد

<<  <  ج: ص:  >  >>