(٢) الفعل على ست مراتب (الخاطر ثم الهاجس ثم حديث النفس ثم الهم ثم العزم ثم الفعل)، فأما الخاطر والهاجس وحديث النفس فلا يكتبون على العبد؛ لا في الخير، ولا في الشر، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا به» أخرجه مسلم ح (١٢٧)، وأما الهمُّ فلا يكتب في الشر بمجرد الهمِّ، ويكتب خيراً إن همَّ العبد بأمر الخير أو ترك همَّ السوء، وأما العزم فيكتب بالخير والشر؛ ولو لم يقع الفعل لعزم القلب عليه، ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إذا التقى المسلمان بسيفيهما؛ فالقاتل والمقتول في النار»؛ فقلت [أي أبو بكرة - رضي الله عنه - راوي الحديث]: يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول؟! قال: «إنه كان حريصاً على قتل صاحبه» أخرجه البخاري ح (٣٧). (٣) أخرجه البخاري ح (٧٥٠١)، ومسلم ح (١٢٩)، واللفظ للبخاري.