وإذا كان الله عز وجل منزهاً - بحسب القرآن - عن الطعام والشراب والنقائص فإن الكتاب المقدس يزعم أن الرب زار إبراهيم وأكل عنده بعض اللحم مع اللبن (انظر التكوين ١٨/ ٨).
وإذا كان القرآن ينزه الله سبحانه وتعالى عن الشبيه والمثيل {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}(الشورى: ١١)، {وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ}(الإخلاص: ٣)، فإنه في الكتاب المقدس أشبه ما يكون بالإنسان الذي خلقه مشابهاً له "وقال الله: نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا"(التكوين ١/ ٢٦).
ووصفه سفر دانيال بصفات الإنسان الجسدية، فشعر رأسه أبيض وملابسه كذلك بيضاء"وجلس القديم الأيام، لباسه أبيض كالثلج، شعر رأسه كالصوف النقي، وعرشه لهيب نار"(دانيال ٧/ ٩)، وله عينان وأجفان (انظر المزمور ١١/ ٤)، وله شفتان ولسان (انظر إشعيا ٣٠/ ٢٧ - ٢٨)، وله رجلان رآهما بنو إسرائيل (انظر الخروج ٢٤/ ٩)، وأيضاً له فم وأنف يخرج منهما دخان ونار "صعد دخان من أنفه، ونار من فمه"(المزمور ١٨/ ٩).
وقد مشى في الجنة، حتى سمع آدمُ وحواءُ وقعَ خطواته:"وسمعا صوت الرب الإله ماشياً في الجنة عند هبوب ريح النهار "(التكوين ٣/ ٨).
والله - بحسب القرآن - لا يُرى في الدنيا {لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}(الأنعام: ١٠٣)، وهذا خلاف المفهوم التوراتي الذي يزعم أن موسى رآه وجهاً لوجه (انظر الخروج ٣٣/ ١١)، كما رآه يعقوب حين صارعه بعد أن عبر وادي يبوق، فسمى المكان "فينئيل"، وهي كلمة عبرانية معناها (وجه الله)"قائلاً: لأني نظرت الله وجهاً لوجه، ونجيت نفسي"(التكوين ٣٢/ ٣٠).
وإذا كان الله تعالى يصف نفسه في القرآن بأنه على كل شيء قدير؛ فإن سفر