للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هلال وشعبة في قتادة رجعوا إلى هشام الدستوائي (١)، وَإِذَا اخْتَلَفَ شُعْبَةُ وَسُفْيَانُ قَالاَ: «اذْهَبَا بِنَا إِلَى المِيزَانِ مِسْعَرٍٍ» (٢). وَعَنْ الأَعْمَشِ، قَالَ: «كَانَ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ صَيْرَفِيًّا فِي الحَدِيثِ، وَكُنْتُ أَسْمَعُ مِنَ الرِّجَالِ، فَأَجْعَلُ طَرِيقِي عَلَيْهِ، فَأَعْرِضُ عَلَيْهِ مَا سَمِعْتُ، وَكُنْتُ آتِي زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ وَضُرَبَاءَهُ فِي الحَدِيثِ فِي الشَّهْرِ مَرَّةً وَالمَرَّتَيْنِ، وَكَانَ الذِي لاَ أَكَادُ أَغَبُّهُ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ» (٣).

وكان أئمة الحديث في هذا العصر على جانب عظيم من الوعي والاطلاع، فقد كانوا يحفظون الصحيح والضعيف والموضوع حتى لا يختلط عليهم الحديث، وليميزوا الخبيث من الطيب، وفي هذا يَقُولُ الإِمَامُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ,: «إِنِّي لأَرْوِي الحَدِيثَ عَلَى ثَلاَثَةِ أَوْجُهٍ , أَسْمَعُ الحَدِيثَ مِنَ الرَّجُلِ أَتَّخِذُهُ دِينًا , وَأَسْمَعُ مِنَ الرَّجُلِ أَقِفُ حَدِيثَهُ , وَأَسْمَعُ مِنَ الرَّجُلِ لاَ أَعْبَأُ بِحَدِيثِهِ وَأُحِبُّ مَعْرِفَتَهُ» (٤). وَيَرْوِي لَنَا أَبُو بَكْرٍ الأَثْرَمَ، يَقُولُ: رَأَى أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ بِصَنْعَاءَ فِي زَاوِيَةٍ وَهُوَ يَكْتُبُ صَحِيفَةَ مَعْمَرٍ عَنْ أَبَانَ عَنْ أَنَسٍ، فَإِذَا طَلَعَ عَلَيْهِ إِنْسَانٌ


(١) انظر " المحدث الفاصل ": ص ٧٦: آ. وسعيد أُرَجِّحُ أنه ابن أبي صدقة البصري من الطبقة السادسة، وأبو هلال هو محمد بن سليم الراسبي، بصري من الطبقة السادسة، مات سَنَةَ ١٦٧ هـ، وشعبة هو ابن الحجاج الإمام المشهور من الطبقة السابعة، توفي سَنَةَ ١٦٠ هـ، وهشام الدستوائي هو ابن عبد الله حافظ مشهور من كبار الطبقة السابعة، توفي سَنَةَ ١٥٤ هـ وله (٧٨) سَنَةً.
انظر تفصيل تراجمهم في " تهذيب التهذيب ".
(٢) " المحدث الفاصل ": ص ٧٥: ب، وسفيان هو ابن سعيد الثوري أبو عبد الله الكوفي أمير المؤمنين في الحديث، إمام حُجَّةٌ من رؤوس الطبقة السابعة، كان آية في الحفظ، توفي سَنَةَ (١٦١ هـ) وله أربع وستون سَنَةً. " تهذيب التهذيب ": ص ١١١ - ١١٥ جـ ٤. وانظر " طبقات ابن سعد ": ص ٢٥٧ جـ ٦. ومسعر هو ابن كدام الهلالي العامري، أبو سلمة الكوفي، كان آية في الحفظ ثقة من الطبقة السابعة، توفي سَنَةَ (١٥٢ هـ). " تهذيب التهذيب ": ص ١١٣ جـ ١.
(٣) " الجرح والتعديل ": ص ١٧ جـ ١، وانظر ترجمة إبراهيم النخعي في الباب الخامس من هذا الكتاب.
(٤) " الكفاية ": ص ٤٠٢، وانظر " الكامل " لابن عدي: ص ٢ جـ ١ وعنه: «إِنِّي لأَكْتُبُ الحَدِيثَ عَلَى ثَلاَثَةِ وُجُوهٍ ... ». انظر " الجامع لأخلاق الراوي ": ص ١٥٧: ب.