هو أبو عبد الله جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري السلمي الفقيه مفتي المدينة في زمانه، كان مع من شهد العقبة في السبعين من الأنصار، توفي والده في غزوة أحد، وترك عيالاً وَدَيْنًا، فسرى عنه الرسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وشمله بعطفه وكرمه، ورعاه بعنايته حتى قضى دَيْنَهُ، وكان يحب رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وشهد معه المشاهد كلها إلا غزوتي بدر وأُحُدْ فإن أباه خلفه على إخوته.
إن ضيق الحياة لم يمنع جابرًا عن طلب العلم بعد وفاته حيث سمع من كبار الصحابة، فروى عن الرسول الكريم، وعن أبي بكر، وعمر، وعلي، وعن أبي عبيدة، وطلحة، ومعاذ بن جبل، وعمار بن ياسر، وخالد بن الوليد، وأبي هريرة، وأبي سعيد، وعبد الله بن أُنيس، وغيرهم.
وروى عنه أولاده: عبد الرحمن وعقيل ومحمد، وسعيد بن المسيب، ومحمود بن لبيد، وعمرو بن دينار، وأبو جعفر الباقر، وابن عمه محمد بن
(*) أهم مصادر ترجمته " أسماء الصحابة الرواة ": ص ١، و" الإصابة ": ص ٢٢٢ جـ ١، و" تهذيب التهذيب ": ص ٣٩ جـ ٢، و" تذكرة الحفاظ ": ص ٤٠ جـ ١، و" البارع الفصيح ": ص ٩: ب، و" الجمع بين رجال الصحيحين ": ص ٧٢ جـ ١، و" الرياض المستطابة ": ص ١٠.