للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفَصْلُ الثَّالِثُ: آرَاءٌ فِي التَّدْوِينِ:

١ - رَأْيُ الشَّيْخِ مُحَمَّدْ رَشِيدْ رِضَا:: (١٢٨٢ - ١٣٥٤ هـ):

قال الإمام محمد رشيد رضا: «لعل أول من كتب الحديث وغيره من التابعين في القرن الأول، وجعل ما كتبه مصنفًا مجموعًا هو خالد بن معدان الحمصي، روي عنه أنه لقي سبعين صحابيًا. قال في " تذكره الحفاظ ": وَقَالَ بَحِيرٌ: «مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَلْزَمَ لِلْعِلْمِ مِنْهُ، وَكَانَ عِلْمُهُ فِي مُصْحَفٍ لَهُ أَزْرَارٌ وَعُرًا». ثم قال: «فَخَالِدُ بْنِ مَعْدَانَ جمع علمه في مصنف واحد جعل له وقاية لها أَزْرَارًا وَعُرًا تمسكها لِئَلاَّ يقع شيء من تلك الصحف، وكان ذلك في القرن الأول، فإنه مات سَنَةَ ١٠٣ هـ أو سَنَةَ ١٠٤ هـ، ولكن المشهور أن أول من كتب الحديث ابن شهاب الزهري القرشي، ولعل سبب ذلك أخذ أمراء بني أمية عنه» (١).

بعد أن رأينا موقف العلماء من الكتابة خلال القرن الأول الهجري وفي النصف الأول من القرن الثاني، وبعد أن وجدنا أدلة علمية قاطعة تثبت وقوع التدوين في عهد الرسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وفي عصر الصحابة والتابعين - بعد هذا لا يمكننا أن نقبل رأي الأستاذ الإمام وذلك من ناحيتين:


(١) مجلة " المنار ": ص ٧٥٤ جـ ١٠.