كانت الرحلة في طلب الحديث قائمة في عهده - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فكان بعض من يسمع بالرسالة الجديدة، يسافر إلى الرسول - عَلَيْهِ الصَلاَةُ وَالسَّلاَمُ - ليسمع القرآن الكريم، ويتفهم تعاليم الإسلام، ثم ينصرف إلى قومه بعد أن يعلن إسلامه كما فعل ضمام بن ثعلبة.
فالرحلة في عهد الرسول كانت عامة من أجل معرفة تعاليم الدين الجديد.
وأما في عهد الصحابة والتابعين وأتباعهم فقد تمت رحلات كثيرة من العلماء في طلب الحديث خاصة، وكثيرًا ما كانوا يقطعون المسافات الطويلة لسماع حديث أو التأكد من حديث وضبطه، أو للالتقاء بصحابي وملازمته، للأخذ عنه، لأن الصحابة في عهد التابعين توزعوا في البلدان ونقلوا في صدورهم الحديث النبوي، فكان لا بد لمن أراد أن يجمع حديث محمد - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من أن ينتقل من بلد إلى آخر، وراء الصحابة الذين سمعوا منه ورأوه وأخذوا الأحكام عنه، ثم رحل أتباع التابعين إلى التابعين، ولازموهم وأخذوا عنهم، حتى تم جمع الحديث في مراجعه الكبرى، ومع هذا لم تنقطع رحلة العلماء في سبيل المذاكرة والعرض على الشيوخ المشهورين.