هو التابعي الجليل أبو عبد الله سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي، كان إمامًا عاملاً زاهدًا، يلبس الثوب بدرهمين، وكان أبوه عبد الله يقبله ويقول:«شَيْخٌ يُقَبِّلُ شَيْخًا»، تلقى علمه في المدينة، وسمع من الصحابة، فروى عن أبيه وعن أبي أيوب الأنصاري، وأبي هريرة، وعائشة أم المؤمنين.
وروى عنه من التابعين عمرو بن دينار، ونافع مولى ابن عمر، والزهري، وموسى بن عقبة، وحُميد الطويل، وصالح بن كيسان، وغيرهم، وروى عنه كثير من أتباع التابعين.
ولعلمه وجلالته عَدُّوهُ من الفقهاء السبعة، وكان ذا مكانة رفيعة حتى إن سليمان بن عبد الملك رحب به، وأقعده على سريره. قال محمد بن سعد:«كَانَ سَالِمٌ كَثِيرَ الحَدِيثِ عَالِيًا فِي الرِّجَالِ وَرِعًا»، وقال إسحاق بن راهويه:«أَصَحُّ الأَسَانِيدِ: الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ». توفي بالمدينة سَنَةَ (١٠٦ هـ).
* * *
(*) " طبقات ابن سعد ": ص ١٤٤ - ١٤٩ جـ ٥، و" تذكرة الحفاظ ": ص ٨٣ جـ ١، و" سير أعلام النبلاء ": ص ٢٥٤ - ٢٥٧ قسم ٢ جـ ٤، و" تهذيب ابن عساكر ": ص ٥٠ جـ ٦، و" حلية الأولياء ": ص ١٩٣ جـ ٢، و" تهذيب التهذيب ": ص ٤٣٦ جـ ٣، و" الجمع بين رجال الصحيحين ": ص ١٨٨ جـ ١.