للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٦ - رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَتَبَ كِتَابَ الصَّدَقَاتِ وَالدِّيَاتِ وَالفَرَائِضَ وَالسُّنَنَ لِعَمْرُو بْنَ حَزْمٍ وَغَيْرِهِ (١).

٧ - رُوِيَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ لَمَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ قَامَ الرَّسُولُ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَخَطَبَ فِي النَّاسِ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ اليَمَنِ يُقَالُ لَهُ أَبُو شَاهٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ اكْتُبُوا لِي، فَقَالَ: «اكْتُبُوا لَهُ» (٢). قال أبو عبد الرحمن (عبد الله بن أحمد): «لَيْسَ يُرْوَى فِي كِتَابَةِ الحَدِيثِ شَيْءٌ أَصَحُّ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ، لأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهُمْ، قَالَ: "اكْتُبُوا لأَبِي شَاهٍ"» (٣).

٨ - رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا اشْتَدَّ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعُهُ قَالَ: «ائْتُونِي بِكِتَابٍ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لاَ تَضِلُّوا بَعْدَهُ» قَالَ عُمَرُ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَلَبَهُ الوَجَعُ، وَعِنْدَنَا كِتَابُ اللَّهِ حَسْبُنَا. فَاخْتَلَفُوا، وَكَثُرَ اللَّغَطُ، قَالَ: «قُومُوا عَنِّي، وَلاَ يَنْبَغِي عِنْدِي التَّنَازُعُ» (٤). إن طلب الرسول هذا واضح في أنه أراد أن يكتب شيئًا غير القرآن، وما كان سيكتبه


= بيان العلم ": ص ٧٢ جـ ١، وقد ضَعَّفَ السيد محمد رشيد رضا هذا الحديث لأن في سنده عبد الحميد بن سليمان وقد تكلم فيه الذهبي، كما ضعفه من طريق عبد الله بن المؤمل الذي قال فيه الإمام أحمد: «أَحَادِيثُهُ مَنَاكِيرُ». انظر " مجمع الزوائد ": ص ١٥٢ جـ ١. أقول: إلا أن هذا الحديث روي من طريق إسماعيل بن يحيى عن ابن أبي ذؤيب عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، ولا يطعن فيه تفرده به. انظر " تقييد العلم ": ص ٦٩، والسيد رشيد رضا ضَعَّفَ الحديث من طريقيه الأوليين فلا يطعن برواية إسماعيل بن يحيى هذه. انظر مجلة " المنار ": ص ٧٦٣ - ٧٦٦ جـ ١٠.

(١) انظر " جامع بيان العلم وفضله ": ص ٧١ جـ ١.
(٢) " مسند الإمام أحمد ": ص ٢٣٢ جـ ١٢. و" فتح الباري ": ص ٢١٧ جـ ١. و" جامع بيان العلم وفضله ": ص ٧٠ جـ ١. و" تقييد العلم ": ص ٨٦.
(٣) " مسند الإمام أحمد ": ص ٢٣٥ جـ ١٢.
(٤) " فتح الباري ": ص ٢١٨ جـ ١، و" صحيح الإمام مسلم ": ص ١٢٥٧ و ١٢٥٩ جـ ٣، وفي " طبقات ابن سعد ": ص ٣٦ و ٣٧ جـ ٢.