للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عَنْهُ - فيها صدقة السوائم (١)، وقد تكون هذه النسخة هي التي ورثها سالم بن عبد الله بن عمر، وقرأها عنده ابن شهاب الزهري (٢). ويؤكد لنا هذا ما روي عن محمد بن عبد الرحمن الأنصاري قال: «لَمَّا اسْتُخْلِفَ عَمْرُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ، أَرْسَلَ إِلَى المَدِينَةِ يَلْتَمِسُ كِتَابَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الصَّدَقَاتِ، وَكِتَابَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ... وَوَجَدَ عِنْدَ آلِ عُمَرَ كِتَابَ عُمَرَ فِي الصَّدَقَاتِ، مِثْلَ كِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَنُسِخَا لَهُ» (٣).

وقد اشتهرت صحيفة أمير المؤمنين عَلِيَّ بن أبي طالب التي كان يعلقها في سيفه، فيها أسنان الإبل، وأشياء من الجراحات، وحرم المدينة، ولا يقتل مسلم بكافر (٤).

وَرُوِيَ عَنْ ابْنِ الحَنَفِيَّةِ: محمد بن علي بن أبي طالب (- ٨١ هـ) قَالَ: أَرْسَلَنِي أَبِي، قَالَ: «خُذْ هَذَا الكِتَابَ، فَاذْهَبْ بِهِ إِلَى عُثْمَانَ، فَإِنَّ فِيهِ أَمْرَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالصَّدَقَةِ» (٥).

وَرُوِيَ عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ مَعْنٍ قَالَ: «أَخْرَجَ [إِلَيَّ] عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ كِتَابًا وَحَلَفَ لِي: إِنَّهُ خَطُّ أَبِيهِ بِيَدِهِ» (٦).


(١) انظر " الكفاية ": ص ٣٥٣، ٣٥٤، وانظر " توجيه النظر ": ص ٣٤٨.
(٢) انظر " الأموال ": ص ٣٦٠، و" رد الدارمي على بشر ": ص ١٣١.
(٣) " الأموال ": ص ٣٥٨، ٣٥٩، ويقال: كان عند عمر بن الخطاب نسخ العهود والمواثيق ملء صندوق إلا أنها احترقت يوم الجماجم (٨٢ هـ) وما بقي منها قضت عليه ظروف الزمن وغارة التتار، انظر " الوثائق السياسية "، المقدمة: ي، وقد بقيت بعض كتبه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حتى القرن التاسع الهجري ككتابه بإقطاع تميم الداري، انظر " مسالك الأبصار ": ص ١٧٣ - ١٧٥.
(٤) انظر " مسند الإمام أحمد ": ص ٣٥ و ٤٤ و ١٢١و ١٣١ جـ ٢ و" فتح الباري ": ص ٨٣ جـ ٧، و" رد الدارمي على بشر ": ص ١٣٠.
(٥) " رد الدارمي على بشر ": ص ١٣٠، و" فتح الباري ": ص ٢٣ جـ ٧.
(٦) " جامع بيان العلم ": ص ٧٢ جـ ١.