للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عنها (١)، وكان التابعي الجليل قتادة بن دعامة السدوسي (- ١١٨) يرفع من قيمة هذه الصحيفة ويقول: «لأَنَا لِصَحِيفَةِ جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ أَحْفَظُ مِنِّي لِسُورَةِ البَقَرَةِ» (٢).

وفي رواية: «إِنَّمَا يُحَدِّثُ قَتَادَةُ عَنْ صَحِيفَةِ سُلَيْمَانَ اليَشْكُرِيَّ، وَكَانَ لَهُ كِتَابٌ عَنْ جَابِرٍ بْنِ عَبْدِ اللهِ» (٣). ويحتمل أن يكون سليمان اليشكري قد نقل عن جابر صحيفته، وهو أحد تلاميذه، يروي ابن حجر أن سليمان جالس جابرًا، وكتب عنه صحيفته (٤)، ولعل قتادة كان قد روى صحيفة جابر بن عبد الله عن سليمان اليشكري، فإن أم سليمان قدمت بكتاب سليمان، فقرئ على ثابت وقتادة وأبي بشر ... فَرَوَوْهَا كُلَّهَا، وأما ثابت فروى منها حديثًا واحدًا (٥)، فصحيفة جابر كانت مشهورة، وكتاب سليمان اليشكري عنه كان مشهورًا أَيْضًا، ويدعم هذا روايات كثيرة، منها ما روي عن شعبة أنه كان يرى أن أحاديث أبي سفيان طلحة بن نافع عن جابر إنما هو كتاب سليمان اليشكري (٦) وكانت لجابر حلقة في المسجد النبوي يملي فيها على طلابه الحديث، فكتب منهم كثير أمثال وهب بن منبه (- ١١٤ هـ) (٧)، وقد روى أبو الزبير وأبو سفيان والشعبي عن جابر


(١) " طبقات ابن سعد ": ص ٤٣٣ جـ ٥.
(٢) " طبقات ابن سعد ": ص ١، ٢ قسم ٢ جـ ٧.
(٣) " القياس " لابن قيم الجوزية: ص ١٠٨.
(٤) انظر " تهذيب التهذيب ": ص ٢١٤ جـ ٤، وانظر " تقييد العلم ": ص ١٠٨ حول كتابته.
(٥) انظر " الكفاية ": ص ٣٥٤.
(٦) انظر " تقدمة الجرح والتعديل ": ص ١٤٤، ١٤٥.
(٧) انظر " صحيفة همام بن منبه ": ص ١٤. وكان كثير من التابعين يذهبون إلى جابر - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - يكتبون عنه الحديث، من هذا ما روي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، قَالَ: «كُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَى جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , أَنَا وَمُحَمَّدٌ (*) وَأَبُو جَعْفَرٍ , مَعَنَا أَلْوَاحٌ نَكْتُبُ فِيهَا». انظر " تقييد العلم ": ص ١٠٤، وأبو جعفر هو محمد بن علي (- ١١٤ هـ) ومحمد هو ابن الحنفية. كما كتب عنه أبو الزبير محمد بن مسلم بن تدرس (- ١٢٦ هـ) كثيرًا، انظر: " تهذيب التهذيب ": ص ٤٤٠، ٤٤١ جـ ٩.