فما بات حتى وزعها، وكان في مجلس فأتى ببضعة وعشرين ألفًا فما قام من مجلسه حتى فَرَّقَهَا وزاد عليها، وقد ينفد ما معه فيستدين ليعطي ذوي الحاجات. وكان لا يأكل طعامًا إلا على خوانه يتيم، وما مات ابن عمر حتى أعتق ألف إنسان أو يزيد.
رشحه بعض الصحابة للخلافة بعد أبيه، فأبى عمر وجعلها شورى بين الستة، فوقف عبد الله بن عمر بعيدًا عن جميع الفتن، وتفرغ للعلم والعبادة. لذلك كان من المكثرين من الرواية، وساعده على هذا تقدم إسلامه، وطول عمره، ومخالطته للرسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقد كانت أخته حفصة زوجة النبي - عَلَيْهِ الصَلاَةُ وَالسَّلاَمُ - فسهل عليه دخوله وخروجه على الرسول الكريم.
روي عنه [٢٦٣٠] حَدِيثًا، أخرج له الشيخان البخاري ومسلم [٢٨٠] حَدِيثًا، اتفقا على [١٦٨] حَدِيثًا منها، وانفرد البخاري بـ[٨١] حَدِيثًا، ومسلم بـ[٣١] حَدِيثًا، وأحاديثه في الكتب الستة، والمسانيد، وسائر السنن.
توفي في مكة سَنَةَ (٧٣ هـ) بعد مقتل عبد الله بن الزبير بثلاثة أشهر، وقيل سَنَةَ (٧٤ هـ)، وعمره أربعة وثمانون عَامًا.