للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رُؤْيَتَهُ وَهُوَ مُمَيَّزٌ». قَالَ: وَقَدْ أَشَارَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينِ بِقَوْلِهِ: «طُوبَى لِمَنْ رَآنِي وَآمَنَ بِي، وَطُوبَى لِمَنْ رَأَى مَنْ رَآنِي» الحَدِيثَ، فَاكْتَفَى فِيهِمَا بِمُجَرَّدِ الرُّؤْيَةِ (١).

وعدد التابعين يفوق الحصر، لأن كل من رأى صحابيًا كان من التابعين، وقد توفي رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن نيف ومائة ألف من الصحابة، رحلوا إلى مختلف البلدان، وانتشروا في جميع الآفاق، ورآهم ألوف الأتباع.

ولرجال الحديث اهتمام كبير بمعرفة الصحابة والتابعين لأن بهما يعرف المرسل والمتصل من الأخبار.

ثم إن التابعين طبقات جعلها الحاكم خمس عشرة طبقة، آخرهم من لقي أنس بن مالك من أهل البصرة، ومن لقي عبد الله بن أبي أوفى من أهل الكوفة، ومن لقي السائب بن يزيد من أهل المدينة، ومن لقي عبد الله بن الحارث بن جزء من أهل مصر، ومن لقي أبا أمامة الباهلي من أهل الشام (٢). وذكر الحاكم غير هؤلاء في بعض البلدان الأخرى (٣).

وللعلماء كلام طويل في أفضل التابعين (٤).

وسنذكر فيما يلي بعض أعلام الرواة من التابعين.


(١) انظر " فتح المغيث ": ص ٥٢، ٥٣ جـ ٤، و " تدريب الراوي ": ص ٤١٦.
(٢) انظر " معرفة علوم الحديث ": ص ٤٢، و " فتح المغيث ": ص ٥٣ جـ ٤، و " تدريب الراوي ": ص ٤١٧.
(٣) انظر " معرفة علوم الحديث ": ص ٤٣.
(٤) انظر المراجع السابقة في ذلك: " تدريب الراوي ": ص ٤٢١، و " الباعث الحثيث ": ص ٢١٩، و " فتح المغيث ": ص ٥٥ جـ ٤.