ثالثا، نحن لا يهمنا هؤلاء الموظفون الذين بادروا بوضع هذا الغل في أعناقهم، ولم يفكروا في عاقبة أمرهم، فإن الكلام معهم لا يجدي ولا يأتي بفائدة، بل هو مضيعة للوقت الثمين، إذ لا يستطيعون اليوم أن يتخلوا عما ألفوه من هذه العيشة الناعمة الخاملة والمبالغ المالية الطائلة، وإنما يهمنا من بقي بعد لم يوضع الطوق الدهبي في عنقه، يهمنا الجيل الجديد الذي تنتظره أمته بفارغ الصبر، والذي رأيناه أخذ يتهافت على هذا الباب تهافت العصافير على حبة القمح التي تخفى تحتها الموت الزؤام في الفخ الذي أعد لاصطيادها، ولعل هذا ما حدا بالفقيد عبد الحميد أن يورد كلمة أستاذه:(يا عبد الحميد إياك والوظيف).