للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عناية الصّحابة بحفظ الحديث النّبويّ وعناية التابعين والأئمة والمتبوعين:

وقد بلغ عدد الصحابة رضي الله عنهم في آخر حياة النّبيّ صلّى الله عليه وسلم- عند ما حجّ حجّة الوداع- مئة ألف ومن هؤلاء عشرة آلاف صحابي مذكورة أسماؤهم وأحوالهم في كتب التاريخ التي أفردت لتدوين أحوالهم خاصّة. وإن التاريخ لم يهتم بتدوين أحوالهم، ولم يحفظ لنا شؤونهم إلا لأنّ كلّ واحد منهم حفظ شيئا من أقوال النبيّ صلّى الله عليه وسلم، وأفعاله، وتصرفاته، وهديه، وسيرته.

لقد توفي صلّى الله عليه وسلم سنة ١١ من الهجرة النبوية، وبقي فريق من كبار الصحابة بعده إلى سنة ٤٠ هـ، وبقي بعد ذلك من الصحابة الذين كانوا أحداثا في حياة النبي صلّى الله عليه وسلم عدد غير قليل، فلما انقرض ذلك الجيل لم يبق من الصحابة أحد، وانطفأ كلّ سراج أو قد بنور النبوة. وإليكم أسماء آخر من مات من الصحابة، والبلاد التي ماتوا فيها، وسنوات وفاتهم.

[آخر الصحابة موتا المدن التي توفوا فيها سنة الوفاة]

١- أبو أمامة «١» الشام ٨٦ هـ

٢- عبد الله بن الحارث بن جزء «٢» مصر ٨٦ هـ

٣- عبد الله بن أبي أوفى «٣» الكوفة ٨٧ هـ


- بالإنجليزية على كتاب الإصابة المطبوع في كلكته سنة ١٨٥٣- ١٨٦٤ م: «لم تكن فيما مضى أمة من الأمم السالفة، كما أنّه لا توجد الآن أمّة من الأمم المعاصرة، أتت في علم أسماء الرجال بمثل ما جاء به المسلمون في هذا العلم العظيم الخطر الذي يتناول أحوال خمسمئة ألف رجل وشؤونهم» .
(١) هو صدي بن عجلان بن وهب الباهلي، كان مع سيدنا علي رضي الله عنه في «صفين» ، وسكن الشام، فتوفي في حمص، وهو آخر من مات من الصحابة رضوان الله عليهم- في الشام.
(٢) هو عبد الله بن الحارث بن جزء الزّبيدي، سكن مصر، وعمي قبل وفاته، وهو آخر من مات من الصحابة بمصر، روى عنه المصريّون أحاديث.
(٣) هو علقمة بن خالد بن الحارث الأسلمي، شهد الحديبية، وبايع الرضوان، وشهد خيبر وما بعدها من المشاهد، توفي بالكوفة وهو آخر من مات فيها من الصحابة.

<<  <   >  >>