ولما كانت سورة التوبة- التي نزلت بمناسبة غزوة تبوك- هي آخر سور القرآن نزولا- كما يرى بعض المفسرين- ولما بينت وحددت العلاقات بين المسلمين وأهل الكتاب، كذلك حددت تحديدا نهائيّا العلاقات بين المجتمع المسلم والمشركين عامة في شبه جزيرة العرب وأعلنت في مطلعها البراءة منهم ومن عهودهم، وأجلتهم أربعة أشهر، يختارون خلالها لأنفسهم، إما أن يدخلوا في دين الله، وإما أن يقاتلوا، وهذا هو الشكل النهائي للعلاقات معهم.
وهذا الحكم خاص بمشركي العرب؛ فليس أمامهم سوى خيار من اثنين: إما الإسلام، وإما القتال.
ألست معي إذن في أن غزوة تبوك، ونزول سورة التوبة بسببها وما تضمنته من أحكام نهائية في علاقات المسلمين بغيرهم كانت ذات أثر كبير في علاقاتهم مع الروم ومع المشركين ومع غيرهم من أمم الأرض، كما كانت ذات أثر في حياة الأمة الإسلامية ذاتها؟
هذا اجتهاد شخصي ووجهة نظر ذاتية، فإن كان صوابا فالفضل والمنة لله تعالى، وإن كان خطأ فحسب المرء أن يجتهد وهو على كل حال مكفول الأجر عند من لا يضيع عنده شيء.