العكس؛ الصدام والعداء، وسيرى القارئ الكريم من خلال هذا البحث- وغيره من البحوث- على من تقع مسؤولية ذلك الصدام وذلك العداء.
البحث الخامس: وعنوانه: «الإدارة في عهد النبي صلّى الله عليه وسلم» ، وقد ألقي في الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، في الموسم الثقافي (١٩٨٢- ١٩٨٣ م) وكان ردّا على محاضرة ألقاها في نفس الموسم الأستاذ الدكتور حسين مؤنس- رحمه الله تعالى- فاجأ الحاضرين وقتها بأفكار غريبة غاية الغرابة، وشاذة غاية الشذوذ عما تعارف عليه المسلمون عبر أربعة عشر قرنا من الزمان، حيث أنكر أن يكون الرسول- عليه الصلاة والسلام- قد أقام دولة إسلامية في المدينة بعد الهجرة، وادعى أن الإسلام لا يدعو إلى إقامة دولة، وكل ما عمله الرسول صلّى الله عليه وسلم في المدينة هو بناء مجتمع إسلامي، ولا أدري كيف يكون هناك مجتمع بدون حكومة ودولة؟!.
على كل حال قوبل هذا الرأي الغريب بإنكار واستنكار شديدين من جميع الحاضرين، وتصدّى للأستاذ المحاضر الدكتور عبد العزيز صالح أستاذ التاريخ القديم بجامعة القاهرة رحمه الله وفنّد كل ما أدلى به الدكتور حسين مؤنس من آراء وحجج، ثم طلب مني أن أعد بحثا للرد على هذا فكان هذا البحث الذي أكدت فيه من خلال نصوص القرآن الكريم وأحاديث الرسول صلّى الله عليه وسلم وتصرفاته العملية أن الإسلام دين ودولة، وأن الرسول- عليه الصلاة والسلام- قد أقام هذه الدولة في المدينة المنورة، وأنه كان يباشر كل مهمات رئيس الدولة، وفي غضون السنوات العشر التي أقامها في المدينة اكتملت لدولته كل مقومات الدولة وأجهزتها ومؤسساتها الدفاعية والأمنية والإدارية والإعلامية ... إلخ.
وقد نشر هذا البحث في مجلد ضم المحاضرات التي ألقيت في الجمعية من (١٩٧٨- ١٩٨٣ م) .
البحث السادس: وعنوانه: «دولة الإسلام وعلاقاتها الدولية في عهد النبي صلّى الله عليه وسلم» وقد نشر في مجلة كلية العلوم الاجتماعية بالرياض- سبق ذكرها- في العدد الثاني سنة (١٣٩٨ هـ- ١٩٧٨ م) ، وهذا البحث يختلف في مضمونه وهدفه عن البحث السابق؛ فالبحث السابق يتحدث عن البنية الداخلية للدولة الإسلامية، وهذا البحث يتحدث عن علاقاتها الخارجية، منطلقا من أن الدعوة الإسلامية دعوة عالمية، والدولة الإسلامية التي قامت على أساس الشريعة الإسلامية