لا بدّ أن تكون لها علاقات مع غيرها من الدول غير الإسلامية، وأن تكون لهذه العلاقات أسس وقواعد ثابتة، وأهم تلك الأسس والقواعد: أن علاقات المسلمين بغيرهم تقوم على السلام؛ فالسلام هو الأصل، وأن كل عهد أن اتفاق يتم بين المسلمين وغيرهم لا بدّ من الوفاء به وفاء تامّا.
وسيرى القارئ من خلال هذا البحث كيف صاغت الدولة الإسلامية علاقاتها الخارجية منذ عهد الرسول صلّى الله عليه وسلم.
البحث السابع: وهو البحث الأول من مجموعة التاريخ وعنوانه: «قراءة تاريخية جديدة في موقف عمر بن الخطاب رضى الله عنه من الفتوحات الإسلامية» وقد ألقي في سيمنار التاريخ الإسلامي في كلية الآداب جامعة عين شمس في الموسم الثقافي لقسم التاريخ بها سنة (١٩٩٣/ ١٩٩٤ م) . ثم نشر في مجلة كلية اللغة العربية بالقاهرة، العدد الثالث عشر سنة (١٤١٥ هـ/ ١٩٩٥ م) . وهذا البحث كما سيرى القارئ الكريم كان ردّا على ما قاله بعض أساتذة التاريخ في ندوة لاتحاد المؤرخين العرب بالقاهرة في نوفمبر سنة (١٩٩٣ م) عن الفتوحات الإسلامية، وعن عمر بن الخطاب رضى الله عنه بالذات وتوجيهه لتلك الفتوحات، وأنه كان رجلا ارتجاليّا يتخذ قراراته بدون تمحيص، وبصفة خاصة في موقفه من إنشاء أسطول إسلامي يحمي شواطئ المسلمين من هجمات أعدائهم، حيث كان يجهل أمر البحر، الأمر الذي جعله يحظر إنشاء أساطيل إسلامية- هكذا فهم أستاذ التاريخ- وقد أدهشني أن بعض أساتذة التاريخ بعد كل تلك القرون يجهل أسباب وأهداف الفتوحات الإسلامية، ويتهم عمر بن الخطاب بالجهل، ولما كان هذا الرأي غريبا فقد استنكره كثيرون غيري، ثم طلب منّي أحد أساتذة التاريخ في كلية الآداب بجامعة عين شمس أن أعد بحثا لتوضيح هذه الأمور فكان هذا البحث.
البحث الثامن: وعنوانه: «دور المصريين في إنشاء البحرية الإسلامية» هذا البحث نشر في كتاب تذكاري أصدره المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالقاهرة سنة (١٤٢٤ هـ/ ٢٠٠٣ م) بمناسبة مرور أربعة عشر قرنا على الفتح الإسلامي لمصر، وقد أبرزت فيه دور المصريين المسيحيين في إنشاء الأساطيل البحرية الإسلامية- عندما دعت الضرورة إلى ذلك؛ لأنهم أصحاب خبرة طويلة وعميقة في صناعة السفن الحربية، ولم يقتصر دور المصريين على صناعة السفن للأسطول المصري، بل وقع عليهم عبء بناء أساطيل الشام وشمال إفريقيا، وقد قاموا بهذا