للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في القرآن الكريم: {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} ١، ومن هنا كانت بداية الدعوة، فهو أخوهم، وهم قومه، والرائد لا يكذب أهله، ودائما يكون بين الأهل صدق، ومناصحة، وقضيته التي يدعوهم إليها واضحة، وهي عبادة الله وحده ونبذ عبادة غيره، والتصديق بكل ما يتصل بهذا الأصل من أركان أخر؛ كالإيمان بالرسالة والملائكة والوحي المنزل واليوم الآخر بكل ما فيه من أحوال وأهوال، ومواقف..

دعاهم إلى ذلك، وقدم دليل الإيمان مركزا على النعم الإلهية التي يتمتعون بها، ويلمسونها، ويعايشونها، ومن أهمها ما قاله الله تعالى: {وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ} ٢, وقال تعالى: {أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ، فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ، وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ، وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ} ٣. إنها نِعَم عظيمة، متعتهم بالحياة، ويسرت معاشهم، وكان عليهم أن يشكروا خالقها، وموجدها، ومبدعها، ويعبدوه وحده. كان عليهم أن يدركوا ذلك بعقولهم التي وهبها الله لهم، لكنهم بدل أن يؤمنوا كفروا, قال تعالى: {وَزَيَّنَ لَهُمَ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ} ٤، والآية تبين دور الشيطان في صدّهم عن الحق، فعارضوا


١ سورة الأعراف آية: ٧٣.
٢ سورة الأعراف آية: ٧٤.
٣ سورة الشعراء الآيات: ١٤٦-١٥٠.
٤ سورة العنكبوت آية: ٣٨.

<<  <   >  >>