أكرم الله الناس وكلفهم بعبادته، وسخر لهم كل ما خلق، وتفضل عليهم برسالاته المتتابعة حتى لا يحرموا من توجيه الله، ويعيشوا سعداء بالوحي المنزل، الذي يعرفهم بالصراط المستقيم، ويربط لهم الدنيا بالآخرة.
ومن عظيم كرم الله تعالى أن قدر للإنسان الأول أن يكون رسولا يوحى إليه، هو آدم "عليه السلام" أبو البشر والناس أجمعين، فمنه خرجت زوجته حواء، ومن آدم وحواء تناسل الناس وعمر الكون، وتكاثرت القبائل والشعوب، وتكونت الأوطان والأمم.
ومن اللحظة الأولى لوجود آدم "رضي الله عنه" كان وحي الله، وكان دينه، وكانت ضخامة المسئولية التي تحملها الإنسان، والتي تلزمه بالتعامل مع العوالم العديدة التي خلقها الله تعالى.
إن هذا التكريم يؤكد تهافت المذاهب الوضعية، التي تجعل الإنسان متطورا من غيره، وتلحقه بعالم الحشرات والحيوان.
كما يؤكد ضلال المذهب النفسي الفرويدي، الذي يصور الإنسان كيانا غارقا في الجنس من بدء الحياة إلى نهايتها.
ويؤكد كذلك على بعد المذاهب المادية الجدلية عن الحق؛ لأنها تهمل الإنسان، وتجعله كيانا خاضعا لتأثيرات المادة، وقوانينها الحتمية، بعيدا عن الإيمان بالحق، وتعاليم الله.
وتستمر عناية الله بالناس, إذ يتفضل عليهم برسالة جديدة كلما احتاجوا إليها، بأن تختفي معالم الرسالة السابقة، أو يتقدم الإنسان فكريا، وعلميا، وحضاريا