للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤- محادثة ما لم ينطق:

علم الله سليمان -عليه السلام- منطق الطير، يقول تعالى: {وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ} ١، والآية تتضمن مقالة سليمان -عليه السلام- لبني إسرائيل، يعرفهم بفضل الله عليهم؛ ليشكروا هذه النعم.

وقد فهم سليمان -عليه السلام- كلام من لا يتكلم عموما، من طير، وحشرات، ونبات, وجماد.... وإنما خص الطير بالذكر؛ لأنه كان من جنوده، وكان يحتاجه كثيرا يظله من الشمس بجسمه، ويلطف الهواء بجناحيه، ويحمل البريد، ويأتيه بأخبار المناطق البعيدة.

وكان سليمان يبين لقومه أقوال الطيور؛ لما فيها من حكمة، ومواعظ ... قال جماعة من العلماء: إن سليمان -عليه السلام- كان يفهم ما في نفس الطائر من غير صوت ... والأظهر أنه كان يسمع صوت الطائر، ويدرك به ما في نفسه كدلالة ظاهر الآية.

وبهذه المعجزات تمكن سليمان -عليه السلام- من إقامة حضارة واسعة شملت البر، والبحر، والجو ... وصدق في قوله الذي حكاه الله تعالى: {وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ} ٢.


١ سورة النمل آية: ١٦.
٢ سورة النمل آية: ١٦.

<<  <   >  >>