"النقطة الثانية": "الأماكن والأقوام التي التقى بهم إبراهيم عليه السلام"
تنقل إبراهيم -عليه السلام- في أماكن عديدة، وعايش أقواما مختلفين، وشاهد مذاهب كثيرة.
فلقد وُلد ونشأ في بلدة "كوثى" أو "أور" من أرض بابل، من أعمال الكلدانيين، وتزوج سارة ابنة عمه.
عاش الكلدانيون في موطنهم بأرض بابل, وهي في مكان العراق الحالية، وكان لهم حضارة ومدنية، وعرفوا النظام الملكي، حيث ملكهم "النمرود بن كنعان".
وقد اتخذ الكلدانيون آلهة متعددة؛ فعبدوا الأصنام، والأوثان، والنجوم، والأشخاص.
وادعى "النمرود" الألوهية، وقال للناس: أنا أحيي وأميت, فصدقوه، واتخذوه إلها لهم مع الآلهة الأخرى.
وكثرة آلهة القوم، واشتغالهم بصناعتها، والمتاجرة فيها دليل على توغلهم في الفساد، والضلال.
دعا إبراهيم -عليه السلام- قومه إلى توحيد الله وعبادته، ونبذ الشرك والشركاء، لكنهم أبوا، وأصروا على ضلالهم، فتركهم إبراهيم وهاجر إلى مكان آخر, أمره الله به وعينه له.
ترك إبراهيم موطنه وهاجر منه ومعه الذين آمنوا بدعوته، وهم: زوجته سارة، وابن أخيه لوط، ونزل بأرض الكنعانيين، وأقام بـ "حران" قريبا من دمشق الحالية.
وكان الكنعانيون يعبدون الكواكب، ويضعون على كل باب لبيوتهم هيكلا لكوكب يعبدونه، وكانوا يتوجهون ليلا إلى القطب الشمالي.