للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الركيزة الثامنة: أهمية العلم]

العلم في حد ذاته مفيد، ويكفي أن يدعيه ما ليس فيه، وقد علمنا من موقف موسى -عليه السلام- مع الخضر، ضرورة التعلم، وأهمية تحصيله، وبذل الجهد والمشاق في الحصول عليه، والتأدب في التعليم, والإقرار بمنزلة المعلم، وتقديره.

يقول الإمام ابن حجر في شرحه لصحيح البخاري: "والمراد بالعلم في قوله: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} ١ العلم الشرعي، الذي يفيد معرفة ما يجب على المكلف، من أمر دينه في عباداته ومعاملاته، والعلم بالله وصفاته، وما يجب له من القيام بأمره، وتنزيهه عن النقائص"٢ ... ويلحق بهذا العلم جميع العلوم التي يحتاجها المسلمون، ويحتاجها الدعاة إلى الله تعالى.

وتحصيل العلم يحتاج إلى مشقة لا بد منها، ويحتاج إلى التواضع والإخلاص, وقد رأينا الصحابة والتابعين -رضوان الله عليهم- يرحلون في طلب حديث واحد، ويسافرون الأيام الطويلة؛ ليسمعوا شيخا بسط الله له في علمه.

وعلى المسئولين أن يهيئوا مسالك العلم للناس، وأن يمكنوا العلماء العقلاء الذين يصلحون في الأرض، ولا يفسدون.


١ سورة طه آية: ١١٤.
٢ فتح الباري ج١ ص٤٤١, كتاب العلم, باب فضل العلم.

<<  <   >  >>