يعتبر توحيد الألوهية، ثمرة مباشرة لتوحيد الأسماء والصفات، وتوحيد الربوبية.
لأن توحيد الأسماء والصفات ينفي الشريك في الاسم، والصفة، وتوحيد الربوبية يدور على إثبات الفعل، والتأثير لله وحده.
فإذا ما آمن الإنسان بربوبية الله، وأسمائه وصفاته، يجد نفسه تلقائيا مؤمنا بألوهية الله تعالى، فيتعلق القلب به سبحانه، خوفا ورجاء، ويتعلق اللسان به صدقا وإيمانا، وتتعلق الجوارح به عملا وطاعة.
وحين يحقق المؤمن في نفسه توحيد الألوهية تتحقق العبودية الصادقة التي من أجلها خلق الله الإنسان.
إن تكامل الإيمان في الشخصية المؤمنة يبرز التوحيد، والعبادة، في قالب واحد، لا ينفك أحدهما عن الآخر، وهو الذي عناه الأنبياء وهم ينادون في الناس {اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} .
ولقد بدأت البشرية بنبي الله آدم عليه السلام، مؤمنة، موحدة، تشهد بوحدانية الله تعالى في أسمائه وصفاته، وربوبيته، وألوهيته، لكنها لم تستمر على الإيمان طويلا؛ إذ لعب بها الهوى، وأضلها إبليس، فاتخذت آلهة عددا، وعبدتها من دون الله تعالى.
وكانت كلما جاءهم رسول يدعوهم إلى الحق، لا يؤمنون، وإن آمن بعضهم فسرعان ما يرتدون.
إن تاريخ الناس بالنسبة لدين الله مؤسف، ففترات الكفر، والإلحاد تربو على فترات الإيمان، ولم يأت رسول إلى قومه إلا وهم على ضلال مبين، بدءا بنوح عليه السلام إلى خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم، وكان الناس خلال ضلالهم يعبدون الأصنام، والأوثان، والأشخاص، والكواكب، والأشجار، والبيوت وغيرها.
جاء نوح عليه السلام فوجد قومه، يعبدون الأصنام من دون الله تعالى، فدعاهم إلى التوحيد الخالص، والعبودية الحقة، لكن القوم أصروا على كفرهم وقالوا ما حكاه