للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الركيزة الثالثة: الاهتمام بعلاج المرض وأسبابه]

دعا لوط -عليه السلام- قومه إلى التوحيد، لكنه رأى فيهم انصرافا إلى الشهوة، واستغراقا في الهوى، الأمر الذي حول نشاطهم إلى الفسق والشذوذ.

وكانت لهم أصنامهم، لكنها كانت هامشية في حياتهم ونشاطهم؛ ولذلك ركز لوط -عليه السلام- على المرض المتفشي فيهم، وأخذ يبين لهم مساوئه عساهم أن يبتعدوا عنه، فهو سوء في نفسه، وسبب لبعدهم عن الله تعالى، وتركهم عبادة خالقهم سبحانه وتعالى.

إن مسلك لوط -عليه السلام- هو ما يعرف بالتخلية أولا قبل التحلية، وهو منهج حسن في دعوة الناس إلى الله تعالى، ينتهي بهم إلى توحيد الله تعالى بصدق وإخلاص.

ودعوة لوط -عليه السلام- إلى ترك ما هم فيه من شذوذ، ليس بعيدا عن دعوتهم إلى التوحيد؛ لأن الالتزام بالفطرة التي خلق الله الناس عليها يتصل تلقائيا بمقتضى الاعتقاد في الله وحكمته، ولطف تدبيره؛ ولذا كان الانحراف عن الفطرة متصلا بالانحراف عن العقيدة الصادقة، وبعدا عن منهج الله للناس.

<<  <   >  >>