ينظر الدين إلى الإنسان نظرة متميزة، ويقر له بالحقيقة التي خلقه الله عليها.
فقد أوجده الله إنسانا منذ اللحظة الأولى، مركبا من عنصري المادة، والروح واختاره خليفته في الأرض، وأنزل عليه وحيه، وكلفه باتباع الهدي الرباني، والتمسك بتعاليم الله المبلغة إليه.
والتصور الديني الصحيح يقدم عددا من الحقائق عن الإنسان، من أهمها:
١- الإنسان هو الإنسان من البداية:
الإنسان الأول هو آدم عليه السلام خلقه الله إنسانا منذ اللحظة الأولى، بخصائصه وقواه، وطاقاته الظاهرة، والباطنة.
فهو -أولا: كائن عاقل، يدرك ويتصور، ويفهم، ويستنتج، ويحكم، ولذلك جعله الله رسولا، وحمله أمامة الدين، ليعيش به في الدنيا، ويسعد بسببه في الآخرة، وولاه رئاسة الدنيا يعمرها بالخير، والصلاح.
ومن دلالة العقل في الإنسان، التوجه إليه بالخطاب، وتفهم تساؤلاته، ومعارضاته في كافة ما يعرض له من أمور الحياة.
ولولا عقل الإنسان لعجز عن تدوين أعماله، وكتابتها بصورة ما، لتبقى تاريخا ناطقا، وأثرا شاهدا على حياة الإنسان في الزمان الماضي.
لقد دون الإنسان تاريخه على الشجر، والحجر، والعظم، والورق، وعلى كل ما أمكنه الكتابة عليه، ولو لم يكن عاقلا لعجز عن تصوير واقعه، وتسجيله لمن بعده من الناس.