اختار الله تعالى صالحا -عليه السلام- للرسالة، وبعثه إلى قومه "ثمود" يدعوهم إلى التوحيد، ويُبصرهم بمنهج الله تعالى؛ ليتركوا ما هم فيه من ضلال وكفر، ويَذَروا عبادة الأصنام التي عبدوها من دون الله تعالى.
وصالح -عليه السلام- هو أول مَنْ تسمى بهذا الاسم، وكان من أشرف قومه نسبا، وأرومة، عرف بالصدق، والأمانة، والرشد، وحب الخير، لكن قومه انقلبوا عليه لما أخذ في دعوتهم إلى الله تعالى.
عاش قوم صالح في منطقة "الحجر"، وهي منطقة مكونة من جبال ضخمة، إذا رآها الرائي ظنها متصلة، فإذا توسطها رأى كل قطعة منها جبلا مستقلا، قائما بنفسه، وهي جبال عالية لا يصعدها أحد إلا بمشقة شديدة، وهذه الجبال محاطة بالرمال المتحركة.
والمنطقة قليلة الماء، وسُميت بثمود لذلك؛ لأن الثمد قلة الماء. في هذه المنطقة الشاقة، وجدت القبيلة، وعاشت بنعم الله تعالى، فلما دعاهم صالح تمسكوا بضلالهم، وعتوا عتوا كبيرا، ولم يتبعوا صالحا -عليه السلام- حتى حَلَّ بهم الهلاك والدمار.
وفي النقاط التالية سنتحدث عن أهم القضايا التي يقصدها علم تاريخ الدعوة من قصة صالح عليه السلام.