وبتحقق العبودية تتجلى قدرة الله تعالى في خاطر العبد بصورة دائمة، فلا يرى إلا الله، ولا يلمس إلا قدرته، وإذا تذكر ذاته شعر بالضعف التام أمام القدرة المطلقة للخالق العظيم.
إن الإنسان العاقل يدرك ضعفه من واقعه. إنه في كل حياته محتاج، محتاج في طعامه وشرابه، في نومه وراحته، في عمله وسعيه، في بكائه وضحكه، في صحته ومرضه، في نفسه وزوجه وولده، هذا الضعف حقيقة بشرية، وهو مدخل الإنسان للإيمان بقدرة الواحد الأحد.
والعاقل هو الذي يعلم ذلك، ويلتزم بحد الإيمان وطاعة الله، وحينئذ يهبه الله قوة تعينه على الخير، ويساعد بها المحتاجين، ويكون عامل بر وبركة للناس جميعا من حوله.
إن عادا رُزقوا قوة فكفروا بها، وظلموا، فكان هلاكهم، وكانت نهايتهم.