[النقطة السابعة: ركائز الدعوة في قصة سليمان عليه السلام]
[الركيزة الأولى: الدين والحضارة]
...
النقطة السابعة: ركائز الدعوة في قصة سليمان -عليه السلام
أقام سليمان -عليه السلام- حضارة ربانية عظيمة، على أسس خارقة للعادة، لكنها متلائمة مع حياة البشر، وقدمت نموذجا فريدا لبني إسرائيل، حيث كان النبي هو الملك، وظهر فيها بجلاء عظمة الحضارة القائمة على الدين، الملتزمة بشرع الله، واتضح فيها أيضا أهمية السلطة الدينية في تطبيق شرع الله في حياة الواقع؛ لأن الناس -الملأ والعامة- دائما على مذهب ملوكهم، ولهذا كانت ركائز الدعوة المستفادة من قصة سليمان-عليه السلام- لها أهميتها للدعوة إلى الله تعالى وسأبرز أهمها فيما يلي:
[الركيزة الأولى: الدين والحضارة]
تبنى الأمم حضارتها، بصور مدنية متعددة، تقيم العمران، وتشيد السدود، وتمهد الطرق، وتبني السفن، وتنشئ المصانع، وتنتج السيارات، وتزرع الأرض، وتبرز للحياة، كل ما يحتاجه الناس في معاشهم، وراحتهم، وسعادتهم.
وتختلف الحضارات فيما بينها بسبب اختلاف الأسس الفكرية، والنظم الاجتماعية التي تسود أصحاب كل حضارة.
فهناك الحضارات المادية، التي يسيطر على أصحابها الفكر المادي في العقيدة، والنشاط العام ولذلك ينتشر فيهم الارتباط بكل ما هو مادي، ممثلا في شهوات الهوى، وأطماع النفس الأمارة بالسوء، ودائما يلجأ الماديون إلى وضع الأنظمة، والتشريعات ويجعلونها متناسقة مع فكرهم ونظرتهم.
إن أصحاب الفكر المادي يبيحون التعامل بالربا، ولا يرون جرما في إشباع الشهوة باسم الحرية، ولهم في مفهوم الستر، والحياء، وحسن الخلق، تصورات خاصة تختلف عن تصورات الآخرين.
وكثيرا ما تنعكس أفكار الماديين، وفلسفاتهم، على أشكال مدنيتهم، وصور النشاط الاجتماعي والتعليمي، الذي يرتضونه لمجتمعهم.