أسكن الله آدم وحواء الجنة، وأباح لهما التمتع بخيراتها، وثمرها حيثما شاءا، وكيفما شاءا، وحدد لهما شجرة منعهما من الأكل منها بصورة قاطعة واضحة، قال الله تعالى:{وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ} ١.
فتعينت الشجرة بأل المفيدة للعهد، وباسم الإشارة منعا للجهالة، وقطعا للمعذرة عن الخطأ.
ويلاحظ أن الله تعالى علق النهي بالقرب من الشجرة، مع أن المقصود هو النهي عن الأكل منها؛ ليعلم آدم أن القرب من الشجرة مقدمة للأكل منها، ومن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه، والبعيد عن العين بعيد عن القلب، والقرب من مصدر الخطأ ينسي الصواب، ويلهي القلب، والمؤمن الجادّ يبتعد دائما عن الخطأ ودواعيه.
واستقر آدم وزوجته في الجنة، إلا أن عدوهما إبليس لم يرتض هذا الخير لهما،