للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٩- اليسع عليه السلام:

اليسع -عليه السلام- أحد أنبياء بني إسرائيل، وقد ذكر الله نبوته مع ذكر الأنبياء الآخرين، يقول الله تعالى: {وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ} ١, ويقول سبحانه: {وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيَارِ} ٢.

ووهم البعض فذكر أنه إلياس، وليس كذلك؛ لأن الله أفرد كل واحد منهما بالذكر، وكانا معاصرين في بني إسرائيل، ويقال: إن اليسع ابن عم إلياس، أو ابن أخيه.

وهناك من يزعم أن اليسع هو إدريس, وليس كذلك؛ لأن إدريس -عليه السلام- هو جد نوح -عليه السلام- بينما اليسع من أبناء يعقوب، وقد أرسله الله إلى بني إسرائيل.

يروي قتادة عن الحسن -رضي الله عنه- أن اليسع بعث بعد إلياس، فمكث ما شاء الله أن يمكث، يدعو قومه إلى التوحيد الخالص، وإلى الطاعة والانقياد لله تعالى٣، وظل مستمسكا بالحق، سالكا منهج الرسل، إلى أن قبضه الله إليه.

وقد تميز اليسع منذ صغره بالرشد، والحفظ، وكان ينصح قومه، ويبين لهم خطأهم وضلالهم، فكرهوه, وطارده اليهود ليقتلوه, فآوته آم إلياس -عليه السلام- وكان اليسع مريضا، فدعا له إلياس بالشفاء، فشفاه الله تعالى.


١ سورة الأنعام آية: ٨٦.
٢ سورة ص آية: ٤٨.
٣ تاريخ الطبري ج١ ص٤٦٤.

<<  <   >  >>