إلياس -عليه السلام- هو أحد أنبياء بني إسرائيل، والعرب تنطق اسمه بألفاظ متعددة, فيقولون: هو "الياسين, أو ياسين، وآل ياسين" أسماء متعددة له عليه السلام.
لقد كان إرسال إلياس -عليه السلام- بعد موسى بوقت قصير، ونظرا لغلو الإسرائيليين في المادية، وإفراطهم في التجسيد، جاءتهم المعجزات الحسية العديدة؛ لتحقيق شيء من التوازن النفسي بين متطلبات الطبع اليهودي المادي، وبين متطلبات الإيمان والرسالة، يقول النووي:"كان إلياس على صورة موسى -عليه السلام- وقوته, وقد نشأ في بيئة حسنة، وكان الإسرائيليون يحبونه، ويقولون: إنه بشرى اليعازر لهم، وسيهلك الله به الملوك، والجبابرة"١.
حفظ إلياس ما عندهم من التوراة، وأظهر لهم المعجزات. صاح فيهم مرة صيحة أرعبتهم، وكادت تقتلهم ... فقالوا: هو ساحر، ونسوا كل ما قالوه فيه، وهمّوا بقتله فهرب منهم، وساروا وراءه، فانفلق الجبل ودخله إلياس، وانصرف الناس, وعاش إلياس في الجبل حتى بلغ أربعين سنة، فبعثه الله نبيا، وكلفه بالرسالة إلى قومه، وأمره أن يتوجه إلى الملوك، والجبابرة لدعوتهم إلى عبادة الله تعالى.
وقد امتد نطاق دعوة إلياس إلى سبعين مدينة, تتوسطها مدينة "بعلبك" التي تقع في شمال لبنان حاليا، وفي كل مدينة جبار يسوسها، وكانوا يعبدون الأصنام، ويصنعونها على صورة بشرية ويسمونها "بعلا".