أشرنا إلى بعض الصفات التي يتميز بها أهل الحضر، والتي تدفعهم إلى اتخاذ مواقف متعارضة مع النصح والإرشاد.
والسؤال هنا: هل لدعوتهم إلى الله طابع معين؟
ونبادر بإجابة مجملة تؤكد على ضرورة وجود طابع خاص لدعوة أهل الحضر، والملأ، والأغنياء، وذوي السلطان؛ لأنهم جميعا من قبيل واحد، ولا يصح التعامل معهم بأسلوب غيرهم.
فلا بد من دراسة الواقع الذي يعيشونه، ومعرفة الحياة التي يحيونها، والوقوف على بعض مشاكلهم، واهتماماتهم.
ولا بد من معرفة عقائدهم، ودياناتهم، ومستوى التزامهم الأخلاقي، والسلوكي، والمذهبي، ومنهج العلاقات السائدة في أوساطهم، وبذلك يمكن تحديد الإيجابيات والسلبيات الموجودة لديهم.
وبذلك تبدأ الدعوة مستفيدة بالإيجابيات، تؤيدها، وتبين قيمتها، وضرورة التمسك بها, والبحث عن موجدها.