ومع الاستفادة بالإيجابيات يكون نقد السلبيات بهدوء؛ بالسؤال عنها، ومعرفة فوائدها، وضررها، ولِمَ التمسك بها؟ وبعد ذلك يكون النقد المباشر الصريح.
ولا بد في دعوتهم من إبراز دورهم، وتقدير شخصياتهم، ووصفهم بالخصائص الطيبة فيهم؛ لإيجاد تعاطف متبادل معهم، يمكن الداعية من البلاغ ويدفعهم إلى الاستماع والتجاوب.
ولا بد من الأدب في خطابهم وإن تشددوا، فهم يملكون البطش والقوة، والناس يعظمونهم، والداعية في نفس الوقت يمثل عمليا الدعوة التي ينادي بها، وعليه أن يتصور نفسه طبيبا يعالج المرضى.
وعلى الداعية أن يأخذ براهينه من حياتهم ومعاشهم؛ لأن ذلك أقرب للفهم وأدعى للإجابة، كما أن إنكاره للواقع غير ممكن؛ لأنه مشاهد محسوس.
وعلى الداعية أن يقدم القضايا المهمة في دعوته؛ لأنها أساس لغيرها، وغيرها لا يغني عنها.
إن هذا ما فعله صالح -عليه السلام- ويجب أن تستفيد به الدعوة خلال مسيرتها بين الناس.
إن فريقا من هؤلاء الناس، لهم عقول واعية، ونفوس طيبة، وكل ما يبعدهم عن الحق أخطاء رأوها من بعض الدعاة، أو صورها لهم أصحاب الغايات الخبيثة من المحيطين بهم، من الجنة والناس. إن الملأ من قوم صالح -عليه السلام- بعد الدعوة, انقسموا إلى فريقين:
فريق منهم آمن بالدعوة واقتنع بها، وتحول بعد إيمانه إلى داعٍ يدعو لما آمن به، ويخاصم الآخرين حوله، ويدافع عن عقيدته، ويتبع صالحا فيما يبلغهم به عن الله تعالى.. وفريق آخر استمر في الكفر، والضلال.